[ ص: 320 ] القول في
تأويل قوله ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : "وطائفة منكم" ، أيها المؤمنون"قد أهمتهم أنفسهم" ، يقول : هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم ، فهم من حذر القتل على أنفسهم ، وخوف المنية عليها في شغل ، قد طار عن أعينهم الكرى ، يظنون بالله الظنون الكاذبة ، ظن الجاهلية من أهل الشرك بالله ، شكا في أمر الله ، وتكذيبا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ومحسبة منهم أن الله خاذل نبيه ومعل عليه أهل الكفر به ، يقولون : هل لنا من الأمر من شيء . كالذي : -
8087 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : والطائفة الأخرى : المنافقون ، ليس لهم هم إلا أنفسهم ، أجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق ، يظنون بالله غير الحق ظنونا كاذبة ، إنما هم أهل شك وريبة في أمر الله : (
يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) .
8088 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع قال : والطائفة الأخرى المنافقون ، ليس لهم همة إلا أنفسهم ، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ، (
يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) قال الله عز وجل : (
قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) الآية .
8089 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق :
[ ص: 321 ] "
وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " ، قال : أهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم تخوف القتل ، وذلك أنهم لا يرجون عاقبة .
8090 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : "
وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " إلى آخر الآية ، قال : هؤلاء المنافقون .
وأما قوله : "ظن الجاهلية" ، فإنه يعني أهل الشرك . كالذي : -
8091 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
ظن الجاهلية " ، قال : ظن أهل الشرك .
8092 - حدثني
المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع ، قوله : "
ظن الجاهلية " ، قال : ظن أهل الشرك .
قال
أبو جعفر : وفي رفع قوله : "وطائفة" ، وجهان .
أحدهما ، أن تكون مرفوعة بالعائد من ذكرها في قوله : "قد أهمتهم" .
والآخر : بقوله : "يظنون بالله غير الحق" ، ولو كانت منصوبة كان جائزا ، وكانت"الواو" ، في قوله : "وطائفة" ، ظرفا للفعل ، بمعنى : وأهمت طائفة أنفسهم ، كما قال (
والسماء بنيناها بأيد ) [ سورة الذاريات : 47 ] .
[ ص: 322 ]