[ ص: 336 ] القول في
تأويل قوله جل ثناؤه ( والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ( 156 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : (
والله يحيي ويميت ) والله المعجل الموت لمن يشاء من حيث يشاء ، والمميت من يشاء كلما شاء ، دون غيره من سائر خلقه .
وهذا من الله عز وجل ترغيب لعباده المؤمنين على جهاد عدوه والصبر على قتالهم ، وإخراج هيبتهم من صدورهم ، وإن قل عددهم وكثر عدد أعدائهم وأعداء الله وإعلام منه لهم أن الإماتة والإحياء بيده ، وأنه لن يموت أحد ولا يقتل إلا بعد فناء أجله الذي كتب له ونهي منه لهم إذ كان كذلك ، أن يجزعوا لموت من مات منهم أو قتل من قتل منهم في حرب المشركين .
ثم قال جل ثناؤه : "
والله بما تعملون بصير " ، يقول : إن الله يرى ما تعملون من خير وشر ، فاتقوه أيها المؤمنون ، إنه محص ذلك كله ، حتى يجازي كل عامل بعمله على قدر استحقاقه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال
ابن إسحاق .
8116 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
والله يحيي ويميت " ، أي : يعجل ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء من آجالهم بقدرته .