[ ص: 367 ] القول في
تأويل قوله تعالى ( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ( 163 ) )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : أن من اتبع رضوان الله ومن باء بسخط من الله ، مختلفو المنازل عند الله .
فلمن اتبع رضوان الله ، الكرامة والثواب الجزيل ،
ولمن باء بسخط من الله ، المهانة والعقاب الأليم ، كما : -
8172 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون أي : لكل درجات مما عملوا في الجنة والنار ، إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته . .
8173 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : "
هم درجات عند الله " ، يقول : بأعمالهم .
وقال آخرون : معنى ذلك : لهم درجات عند الله ، يعني : لمن اتبع رضوان الله منازل عند الله كريمة .
ذكر من قال ذلك :
8174 - حدثنا
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : "
هم درجات عند الله " ، قال : هي كقوله : ( " لهم درجات عند الله " ) .
8175 - حدثنا
محمد قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
هم درجات عند الله " ، يقول : لهم درجات عند الله .
[ ص: 368 ]
وقيل : قوله"هم درجات" كقول القائل : "هم طبقات" ، كما قال
ابن هرمة :
أرجما للمنون يكون قومي لريب الدهر أم درج السيول
وأما قوله : "والله بصير بما يعملون" ، فإنه يعني : والله ذو علم بما يعمل أهل طاعته ومعصيته ، لا يخفى عليه من أعمالهم شيء ، يحصي على الفريقين جميعا أعمالهم ، حتى توفى كل نفس منهم جزاء ما كسبت من خير وشر ، كما : -
8176 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
والله بصير بما يعملون " ، يقول : إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته . .