[ ص: 414 ] القول في تأويل قوله (
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : "
فانقلبوا بنعمة من الله " ، فانصرف الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ، من وجههم الذي توجهوا فيه - وهو سيرهم في أثر عدوهم - إلى
حمراء الأسد "بنعمة من الله" ، يعني : بعافية من ربهم ، لم يلقوا بها عدوا . "وفضل" ، يعني : أصابوا فيها من الأرباح بتجارتهم التي تجروا بها ، الأجر الذي اكتسبوه : "لم يمسسهم سوء" يعني : لم ينلهم بها مكروه من عدوهم ولا أذى"واتبعوا رضوان الله" ، يعني بذلك : أنهم أرضوا الله بفعلهم ذلك ، واتباعهم رسوله إلى ما دعاهم إليه من اتباع أثر العدو ، وطاعتهم"والله ذو فضل عظيم" ، يعني : والله ذو إحسان وطول عليهم - بصرف عدوهم الذي كانوا قد هموا بالكرة إليهم ، وغير ذلك من أياديه عندهم وعلى غيرهم - بنعمه"عظيم" عند من أنعم به عليه من خلقه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
8251 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، [ ص: 415 ] عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل " ، قال : والفضل ما أصابوا من التجارة والأجر .
8252 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد قال : وافقوا السوق فابتاعوا ، وذلك قوله : "
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل " . قال : الفضل ما أصابوا من التجارة والأجر قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : ما أصابوا من البيع نعمة من الله وفضل ، أصابوا عفوه وغرته لا ينازعهم فيه
أحد قال : وقوله : "
لم يمسسهم سوء " ، قال : قتل"
واتبعوا رضوان الله " ، قال : طاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
8253 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "والله ذو فضل عظيم" ، لما صرف عنهم من لقاء عدوهم .
8254 - حدثنا
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قال : أطاعوا الله وابتغوا حاجتهم ، ولم يؤذهم أحد ، "
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " .
8255 - حدثنا
محمد قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني حين خرج إلى غزوة
بدر الصغرى -
ببدر دراهم ، ابتاعوا بها من موسم
بدر فأصابوا تجارة ، فذلك قول الله : "
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله " . أما"النعمة" فهي العافية ، وأما"الفضل" فالتجارة ، و"السوء" القتل .