[ ص: 424 ] القول في تأويل قوله (
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله : "ما كان الله ليذر المؤمنين" ، ما كان الله ليدع المؤمنين"على ما أنتم عليه" من التباس المؤمن منكم بالمنافق ، فلا يعرف هذا من هذا"حتى يميز الخبيث من الطيب" ، يعنى بذلك : "حتى يميز الخبيث" وهو المنافق المستسر للكفر"من الطيب" ، وهو المؤمن المخلص الصادق الإيمان ، بالمحن والاختبار ، كما ميز بينهم يوم
أحد عند لقاء العدو عند خروجهم إليهم .
واختلف أهل التأويل في"الخبيث" الذي عنى الله بهذه الآية .
فقال بعضهم فيه ، مثل قولنا .
ذكر من قال ذلك :
8268 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثني
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله :
[ ص: 425 ] "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ، قال : ميز بينهم يوم
أحد ، المنافق من المؤمن .
8269 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ، قال :
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، يقول : ليبين الصادق بإيمانه من الكاذب قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال
مجاهد : يوم
أحد ، ميز بعضهم عن بعض ، المنافق عن المؤمن .
8270 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ، أي : المنافقين .
وقال آخرون : معنى ذلك : حتى
يميز المؤمن من الكافر بالهجرة والجهاد .
ذكر من قال ذلك :
8271 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه " ، يعني الكفار . يقول : لم يكن الله ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة : "حتى يميز الخبيث من الطيب" ، يميز بينهم في الجهاد والهجرة .
8272 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
حتى يميز الخبيث من الطيب " ، قال : حتى يميز الفاجر من المؤمن .
8273 - حدثنا
محمد قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، "
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "
[ ص: 426 ] قالوا : "إن كان
محمد صادقا ، فليخبرنا بمن يؤمن بالله ومن يكفر"!! فأنزل الله : "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب" ، حتى يخرج المؤمن من الكافر .
قال
أبو جعفر : والتأويل الأول أولى بتأويل الآية ، لأن الآيات قبلها في ذكر المنافقين ، وهذه في سياقتها . فكونها بأن تكون فيهم ، أشبه منها بأن تكون في غيرهم .