[ ص: 493 ] القول في تأويل قوله (
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : "ولا يغرنك" يا
محمد "
تقلب الذين كفروا في البلاد " ، يعني : تصرفهم في الأرض وضربهم فيها ، كما : -
8371 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "لا
يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد " ، يقول : ضربهم في البلاد .
فنهى الله تعالى ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم عن
الاغترار بضربهم في البلاد ، وإمهال الله إياهم ، مع شركهم ، وجحودهم نعمه ، وعبادتهم غيره . وخرج الخطاب بذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمعني به غيره من أتباعه وأصحابه ، كما قد بينا فيما مضى قبل من أمر الله ولكن كان بأمر الله صادعا ، وإلى الحق داعيا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال
قتادة .
8372 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد " ، والله ما غروا نبي الله ، ولا وكل إليهم شيئا من أمر الله ، حتى قبضه الله على ذلك .
وأما قوله : "
متاع قليل " ، فإنه يعني : أن تقلبهم في البلاد وتصرفهم فيها ،
[ ص: 494 ] متعة يمتعون بها قليلا حتى يبلغوا آجالهم ، فتخترمهم منياتهم"
ثم مأواهم جهنم " ، بعد مماتهم .
و"المأوى" : المصير الذي يأوون إليه يوم القيامة ، فيصيرون فيه .
ويعني بقوله : "
وبئس المهاد " . وبئس الفراش والمضجع جهنم .