[ ص: 501 ] القول في
تأويل قوله ( أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ( 199 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه"
أولئك لهم أجرهم " ، هؤلاء الذين يؤمنون بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم"
لهم أجرهم عند ربهم " ، يعني : لهم عوض أعمالهم التي عملوها ، وثواب طاعتهم ربهم فيما أطاعوه فيه"عند ربهم" يعني : مذخور ذلك لهم لديه ، حتى يصيروا إليه في القيامة ، فيوفيهم ذلك"إن الله سريع الحساب" ، وسرعة حسابه تعالى ذكره : أنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم قبل أن يعملوها ، وبعد ما عملوها ، فلا حاجة به إلى إحصاء عدد ذلك ، فيقع في الإحصاء إبطاء ، فلذلك قال : "إن الله سريع الحساب" .