القول في
تأويل قوله ( إن الله كان عليكم رقيبا ( 1 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره : إن الله لم يزل عليكم رقيبا .
ويعني بقوله : "عليكم" ، على الناس الذين قال لهم جل ثناؤه : "
يا أيها الناس اتقوا ربكم " ، والمخاطب والغائب إذا اجتمعا في الخبر ، فإن العرب تخرج الكلام على الخطاب ، فتقول : إذا خاطبت رجلا واحدا أو جماعة فعلت هي وآخرون غيب معهم فعلا"فعلتم كذا ، وصنعتم كذا" .
ويعني بقوله : " رقيبا" ، حفيظا ، محصيا عليكم أعمالكم ، متفقدا رعايتكم حرمة أرحامكم وصلتكم إياها ، وقطعكموها وتضييعكم حرمتها ، كما : -
8435 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
إن الله كان عليكم رقيبا " ، حفيظا .
8435 م - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : سمعت
ابن زيد في قوله : "
إن الله كان عليكم رقيبا " ، على أعمالكم ، يعلمها ويعرفها .
ومنه قول
أبي دؤاد الإيادي :
[ ص: 524 ] كمقاعد الرقباء للضرباء أيديهم نواهد