القول في
تأويل قوله ( وقولوا لهم قولا معروفا ( 5 ) )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك :
فقال بعضهم : معنى ذلك : عدهم عدة جميلة من البر والصلة .
ذكر من قال ذلك :
8568 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، [ ص: 573 ] عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
وقولوا لهم قولا معروفا " ، قال : أمروا أن يقولوا لهم قولا معروفا في البر والصلة يعني النساء ، وهن السفهاء عنده .
8569 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : "
وقولوا لهم قولا معروفا " ، قال : عدة تعدهم .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : ادعوا لهم .
ذكر من قال ذلك :
8570 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : "
وقولوا لهم قولا معروفا " ، إن كان ليس من ولدك ولا ممن يجب عليك أن تنفق عليه ، فقل لهم قولا معروفا ، قل لهم : "عافانا الله وإياك" ، "وبارك الله فيك" .
قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصحة ، ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . وهو أن معنى قوله : "
وقولوا لهم قولا معروفا " ، أي : قولوا ، يا معشر ولاة السفهاء ، قولا معروفا للسفهاء : "إن صلحتم ورشدتم سلمنا إليكم أموالكم ، وخلينا بينكم وبينها ، فاتقوا الله في أنفسكم وأموالكم" ، وما أشبه ذلك من القول الذي فيه حث على طاعة الله ، ونهي عن معصيته .