القول في تأويل قوله جل ثناؤه (
فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره ولاة أموال اليتامى . يقول الله لهم : فإذا
بلغ أيتامكم الحلم ، فآنستم منهم عقلا وإصلاحا لأموالهم ، فادفعوا إليهم أموالهم ، ولا تحبسوها عنهم .
وأما قوله : " فلا تأكلوها إسرافا " ، يعني : بغير ما أباحه الله لك ، كما : -
8588 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة والحسن : "
ولا تأكلوها إسرافا " ، يقول : لا تسرف فيها .
8589 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
[ ص: 579 ] أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ولا تأكلوها إسرافا " ، قال : يسرف في الأكل .
وأصل"الإسراف" : تجاوز الحد المباح إلى ما لم يبح . وربما كان ذلك في الإفراط ، وربما كان في التقصير . غير أنه إذا كان في الإفراط ، فاللغة المستعملة فيه أن يقال : "أسرف يسرف إسرافا" وإذا كان كذلك في التقصير ، فالكلام منه : "سرف يسرف سرفا" ، يقال : "مررت بكم فسرفتكم" ، يراد منه : فسهوت عنكم وأخطأتكم ، كما قال الشاعر :
أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية ما في عطائهم من ولا سرف
يعني بقوله : "ولا سرف" ، لا خطأ فيه ، يراد به : أنهم يصيبون مواضع العطاء فلا يخطئونها .