[ ص: 125 ] القول في تأويل قوله : (
وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله :
وكيف تأخذونه ، وعلى أي وجه تأخذون من نسائكم ما آتيتموهن من صدقاتهن ، إذا أردتم طلاقهن واستبدال غيرهن بهن أزواجا
وقد أفضى بعضكم إلى بعض ، فتباشرتم وتلامستم .
وهذا كلام وإن كان مخرجه مخرج الاستفهام ، فإنه في معنى النكير والتغليظ ، كما يقول الرجل لآخر : " كيف تفعل كذا وكذا ، وأنا غير راض به ؟ " على معنى التهديد والوعيد .
وأما " الإفضاء " إلى الشيء ، فإنه الوصول إليه بالمباشرة له ، كما قال الشاعر :
بلين بلى أفضى إلى كل كتبة بدا سيرها من باطن بعد ظاهر
يعني بذلك أن الفساد والبلى وصل إلى الخرز . والذي عني به " الإفضاء " في هذا الموضع ، الجماع في الفرج .
[ ص: 126 ] فتأويل الكلام إذ كان ذلك معناه : وكيف تأخذون ما آتيتموهن ، وقد أفضى بعضكم إلى بعض بالجماع .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
8914 - حدثني
عبد الحميد بن بيان القناد قال : حدثنا
إسحاق ، عن
سفيان ، عن
عاصم ، عن
بكر بن عبد الله ، عن
ابن عباس قال : الإفضاء المباشرة ، ولكن الله كريم يكني عما يشاء .
8915 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
سفيان ، عن
عاصم ، عن
بكر ، عن
ابن عباس قال : الإفضاء الجماع ، ولكن الله يكني .
8916 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
عاصم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني ، عن
ابن عباس قال : الإفضاء هو الجماع .
8917 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد :
وقد أفضى بعضكم إلى بعض ، قال : مجامعة النساء .
8918 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
8919 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض ، يعني المجامعة .