[ ص: 233 ] القول في تأويل قوله (
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ( 31 ) )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في
معنى " الكبائر " التي وعد الله - جل ثناؤه - عباده باجتنابها تكفير سائر سيئاتهم عنهم .
فقال بعضهم : الكبائر التي قال الله تبارك وتعالى :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ، هي ما تقدم الله إلى عباده بالنهي عنه من أول " سورة النساء " إلى رأس الثلاثين منها .
ذكر من قال ذلك :
9168 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : حدثنا
عبد الرحمن قال : حدثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق ، عن
عبد الله قال : الكبائر ، من أول " سورة النساء " إلى ثلاثين منها .
9169 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
عبد الرحمن قال : حدثنا
سفيان ، عن
حماد ، عن
إبراهيم ، عن
عبد الله بمثله .
9170 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
حجاج ، قال : حدثنا
حماد ، عن
إبراهيم ، عن
ابن مسعود مثله .
9171 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع قال : حدثنا
الأعمش ، عن
إبراهيم قال : حدثني
علقمة ، عن
عبد الله قال : الكبائر ، من أول " سورة النساء "
[ ص: 234 ] إلى قوله :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه .
9172 - حدثنا
الرفاعي قال : حدثنا
أبو معاوية وأبو خالد ، عن
الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن
علقمة ، عن
عبد الله قال : الكبائر ، من أول " سورة النساء " إلى قوله :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه .
9173 - حدثني
أبو السائب قال : حدثنا أبو
معاوية ، عن
الأعمش ، عن
مسلم ، عن
مسروق قال : سئل
عبد الله عن الكبائر ، قال : ما بين فاتحة " سورة النساء " إلى رأس الثلاثين .
9174 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
مغيرة ، عن
حماد عن
إبراهيم ، عن
ابن مسعود قال : الكبائر ما بين فاتحة " سورة النساء " إلى ثلاثين آية منها :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه .
9175 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
هشيم قال : أخبرنا
مغيرة ، عن
إبراهيم ، عن
عبد الله أنه قال : الكبائر من أول " سورة النساء " إلى الثلاثين منها : "
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " .
9176 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون ، عن
إبراهيم قال : كانوا يرون أن الكبائر فيما بين أول هذه السورة " سورة النساء " إلى هذا الموضع :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه .
9177 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
آدم العسقلاني قال : حدثنا
شعبة ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
زر بن حبيش ، عن
ابن مسعود قال : الكبائر من أول " سورة النساء " إلى ثلاثين آية منها . ثم تلا
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما .
9178 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
مسعر ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
زر بن حبيش قال : قال
عبد الله : الكبائر ما بين أول " سورة النساء " إلى رأس الثلاثين .
[ ص: 235 ] وقال آخرون : " الكبائر سبع " .
ذكر من قال ذلك :
9179 - حدثني
تميم بن المنتصر قال : حدثنا
يزيد قال : أخبرنا
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن سهل بن أبي حثمة ، عن أبيه قال : إني لفي هذا المسجد ، مسجد
الكوفة ، وعلي يخطب الناس على المنبر ، فقال : " يا أيها الناس ، إن
الكبائر سبع " فأصاخ الناس ، فأعادها ثلاث مرات ثم قال : ألا تسألوني عنها ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، ما هي ؟ قال : " الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والفرار يوم الزحف ، والتعرب بعد الهجرة " . فقلت لأبي : يا أبه ، ما التعرب بعد الهجرة ؟ كيف لحق هاهنا ؟ فقال : يا بني ، وما أعظم من أن يهاجر الرجل ، حتى إذا وقع سهمه في الفيء ووجب عليه الجهاد ، خلع ذلك من عنقه ، فرجع أعرابيا كما كان ! !
9180 - حدثني
محمد بن عبيد المحاربي قال : حدثنا
أبو الأحوص سلام بن سليم ، عن
ابن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير قال : الكبائر سبع ، ليس منهن
[ ص: 236 ] كبيرة إلا وفيها آية من كتاب الله : الإشراك بالله منهن : (
ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ) [ سورة الحج : 31 ] و (
الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ) [ سورة النساء : 10 ] ، و (
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) [ سورة البقرة : 275 ] ، و (
الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) [ سورة النور : 23 ] ، والفرار من الزحف : (
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ) [ سورة الأنفال : 15 ] ، والتعرب بعد الهجرة : (
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ) [ سورة محمد : 25 ] ، وقتل النفس .
9181 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
ابن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير الليثي قال : الكبائر سبع : الإشراك بالله : (
ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ، وقتل النفس : (
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) الآية ، [ سورة النساء : 93 ] ، وأكل الربا : (
الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) الآية ، وأكل أموال اليتامى : (
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ) الآية ، وقذف المحصنة : (
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) الآية ، والفرار من الزحف : (
ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) الآية ، [ سورة الأنفال : 16 ] والمرتد أعرابيا بعد هجرته : (
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ) الآية .
[ ص: 237 ] 9182 - حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون ، عن
محمد قال : سألت
عبيدة عن الكبائر فقال : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله بغير حقها ، وفرار يوم الزحف ، وأكل مال اليتيم بغير حقه ، وأكل الربا ، والبهتان . قال : ويقولون : أعرابية بعد هجرة قال
ابن عون : فقلت
لمحمد : فالسحر ؟ قال : إن البهتان يجمع شرا كثيرا .
9183 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
هشيم قال : أخبرنا
منصور وهشام ، عن
ابن سيرين ، عن
عبيدة أنه قال : الكبائر : الإشراك ، وقتل النفس الحرام ، وأكل الربا ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف ، والمرتد أعرابيا بعد هجرته .
9184 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
هشيم قال : حدثنا
هشام ، عن
ابن سيرين ، عن
عبيدة بنحوه .
وعلة من قال هذه المقالة ما :
9185 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو صالح قال : أخبرني
الليث قال : حدثني
خالد ، عن
سعيد بن أبي هلال ، عن
نعيم المجمر قال : أخبرني
صهيب مولى العتواري : أنه سمع من
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري يقولان :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501824خطبنا رسول [ ص: 238 ] الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال : والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب ، فأكب كل رجل منا يبكي ، لا يدري على ماذا حلف ، ثم رفع رأسه وفي وجهه البشر ، فكان أحب إلينا من حمر النعم ، فقال : ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ، ويصوم رمضان ، ويخرج الزكاة ، ويجتنب الكبائر السبع ، إلا فتحت له أبواب الجنة ، ثم قيل : ادخل بسلام " .
9186 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
عطاء قال : الكبائر سبع : قتل النفس ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، ورمي المحصنة ، وشهادة الزور ، وعقوق الوالدين ، والفرار يوم الزحف .
[ ص: 239 ] وقال آخرون هي تسع .
ذكر من قال ذلك :
9187 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
زياد بن مخراق ، عن
طيسلة بن مياس قال : كنت مع النجدات ، فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر ! فلقيت
ابن عمر فقلت : أصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر ! قال : وما هي ؟ قلت : أصبت كذا وكذا . قال : ليس من الكبائر - قال لشيء لم يسمه طيسلة - قال : هي تسع ، وسأعدهن عليك : الإشراك بالله ، وقتل النسمة بغير حلها ، والفرار من الزحف ، وقذف المحصنة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وإلحاد في المسجد الحرام ، والذي يستسحر ، وبكاء الوالدين
[ ص: 240 ] من العقوق قال
زياد : وقال طيسلة : لما رأى
ابن عمر فرقي ؛ قال : أتخاف النار أن تدخلها ؟ قلت : نعم ! قال : وتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت : نعم ! قال : أحي والداك ؟ قلت : عندي أمي . قال : فوالله لئن أنت ألنت لها الكلام ، وأطعمتها الطعام ، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات .
9188 - حدثنا
سليمان بن ثابت الخراز الواسطي قال : أخبرنا
سلم بن سلام قال : أخبرنا
أيوب بن عتبة ، عن
طيسلة بن علي النهدي قال : أتيت
ابن عمر وهو في ظل أراك يوم عرفة ، وهو يصب الماء على رأسه ووجهه ، قال : قلت : أخبرني عن الكبائر ؟ قال : هي تسع . قلت : ما هن ؟ قال : الإشراك بالله ، وقذف المحصنة . قال : قلت : قبل القتل ؟ قال : نعم ، ورغما - وقتل النفس المؤمنة ، والفرار من الزحف ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق
[ ص: 241 ] الوالدين المسلمين ، وإلحاد بالبيت الحرام ، قبلتكم أحياء وأمواتا .
9189 - حدثنا
سليمان بن ثابت الخراز قال : أخبرنا
سلم بن سلام قال : أخبرنا
أيوب بن عتبة ، عن
يحيى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله إلا أنه قال : بدأ بالقتل قبل القذف .
[ ص: 242 ] وقال آخرون : هي أربع .
ذكر من قال ذلك :
9190 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15738حكام بن سلم ، عن
عنبسة ، عن
مطرف ، عن
وبرة ، عن
ابن مسعود قال : الكبائر : الإشراك بالله ، والقنوط
[ ص: 243 ] من رحمة الله ، والإياس من روح الله ، والأمن من مكر الله .
9191 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
هشيم قال : أخبرنا
مطرف ، عن
وبرة بن عبد الرحمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود :
أكبر الكبائر :
الإشراك بالله ، والإياس من روح الله ،
والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله .
9192 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا أبو
معاوية ، عن
الأعمش ، عن
وبرة بن عبد الرحمن قال : قال
عبد الله : إن الكبائر : الشرك بالله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله ، والإياس من روح الله .
9193 - حدثنا
أبو كريب وأبو السائب قالا : حدثنا
ابن إدريس قال : سمعت
مطرفا ، عن
وبرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال : قال
عبد الله : الكبائر أربع : الإشراك بالله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله .
9194 - حدثني
محمد بن عمارة الأسدي قال : حدثنا
عبد الله قال : أخبرنا
شيبان ، عن
الأعمش ، عن
وبرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال : سمعت
ابن مسعود يقول : أكبر الكبائر : الإشراك بالله .
9195 - حدثني
محمد بن عمارة قال : حدثنا
عبد الله قال : أخبرنا
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
وبرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
عبد الله بنحوه .
9196 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير قال : حدثنا
شعبة ، عن
عبد الملك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
عبد الله قال : الكبائر أربع : الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والإياس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله .
[ ص: 244 ] 9197 - وبه قال : حدثنا
شعبة ، عن
القاسم بن أبي بزة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
عبد الله بمثله .
9198 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال : حدثنا
شعبة ، عن
القاسم بن أبي بزة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بنحوه .
9199 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
عبد العزيز بن رفيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
ابن مسعود قال : الكبائر أربع : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله ، والأمن لمكر الله ، والإياس من روح الله .
9200 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن
المسعودي ، عن
فرات القزاز ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
عبد الله قال : الكبائر : القنوط من رحمة الله ، والإياس من روح الله ، والأمن لمكر الله ، والشرك بالله .
وقال آخرون : كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة .
ذكر من قال ذلك :
9201 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
هشيم ، عن
منصور ، عن
ابن سيرين ، عن
ابن عباس - قال : ذكرت عنده الكبائر - فقال : كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة .
9202 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
أيوب ، عن
محمد قال : أنبئت أن
ابن عباس كان يقول : كل ما نهى الله عنه
[ ص: 245 ] كبيرة وقد ذكرت الطرفة ، قال : هي النظرة .
9203 - حدثني
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
معتمر ، عن أبيه ، عن
طاوس قال : قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=11لعبد الله بن عباس : أخبرني بالكبائر السبع . قال : فقال
ابن عباس : هي أكثر من سبع وسبع . فما أدري كم قالها من مرة .
9204 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
سليمان التيمي ، عن
طاوس قال : ذكروا عند
ابن عباس الكبائر فقالوا : هي سبع . قال : هي أكثر من سبع وسبع ! قال
سليمان : فلا أدري كم قالها من مرة .
9205 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
محمد بن جعفر nindex.php?page=showalam&ids=16893وابن أبي عدي ، عن
عوف قال : قام
أبو العالية الرياحي على حلقة أنا فيها فقال : إن ناسا يقولون : " الكبائر سبع " وقد خفت أن تكون الكبائر سبعين أو يزدن على ذلك .
9206 - حدثنا
علي قال : حدثنا
الوليد قال : سمعت
أبا عمرو يخبر ، عن
الزهري ، عن
ابن عباس : أنه سئل عن الكبائر : أسبع هي ؟ قال : هي إلى السبعين أقرب .
9207 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
قيس بن سعد ، عن
سعيد بن جبير ، أن رجلا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : كم الكبائر ؟ أسبع هي ؟ قال : إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع ، غير أنه
لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع إصرار .
9208 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
جرير ، عن
ليث ، عن
طاوس قال : جاء رجل إلى
ابن عباس فقال : أرأيت الكبائر السبع التي ذكرهن الله ؟ ما هن ؟ قال : هن إلى السبعين أدنى منها إلى سبع .
[ ص: 246 ] 9209 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : الكبائر سبع ؟ قال : هي إلى السبعين أقرب .
9210 - حدثنا
أحمد بن حازم قال : أخبرنا
أبو نعيم قال : حدثنا
عبد الله بن سعدان ، عن
أبي الوليد قال : سألت
ابن عباس عن الكبائر ، قال : كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة .
وقال آخرون : هي ثلاث .
ذكر من قال ذلك :
9211 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن مسعود قال : الكبائر ثلاث : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله .
وقال آخرون : كل موجبة ، وكل
ما أوعد الله أهله عليه النار ، فكبيرة .
ذكر من قال ذلك :
9212 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ، قال : " الكبائر " كل ذنب ختمه الله بنار ، أو غضب ، أو لعنة ، أو عذاب .
9213 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
[ ص: 247 ] nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
محمد بن واسع قال : قال
سعيد بن جبير : كل موجبة في القرآن كبيرة .
9214 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن
محمد بن مهزم الشعاب ، عن
محمد بن واسع الأزدي ، عن
سعيد بن جبير قال : كل ذنب نسبه الله إلى النار ، فهو من الكبائر .
9215 - حدثنا
علي بن سهل قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
سالم : أنه سمع
الحسن يقول : كل موجبة في القرآن كبيرة .
9216 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ، قال : الموجبات .
9217 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
9218 - حدثني
يحيى بن أبي طالب قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
جويبر ، عن
الضحاك قال : الكبائر : كل موجبة أوجب الله لأهلها النار . وكل عمل يقام به الحد ، فهو من الكبائر .
قال
أبو جعفر : والذي نقول به في ذلك ، ما ثبت به الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك ما :
9219 - حدثنا به
أحمد بن الوليد القرشي قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال :
[ ص: 248 ] حدثنا
شعبة قال : حدثني
عبيد الله بن أبي بكر قال : سمعت
أنس بن مالك قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501825ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبائر أو : سئل عن الكبائر فقال : الشرك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين . فقال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قال : قول الزور أو قال : شهادة الزور قال شعبة : وأكبر ظني أنه قال : شهادة الزور .
9220 - حدثنا
يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا
خالد بن الحارث قال : حدثنا
شعبة قال : أخبرنا
عبيد الله بن أبي بكر ، عن
أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3501826عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكبائر قال : " الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، وقول الزور .
9221 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17330يحيى بن كثير قال : حدثنا
شعبة ، عن
عبيد الله بن أبي بكر ، عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501827ذكروا الكبائر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس . ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قول الزور .
9222 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال : حدثنا
شعبة ، [ ص: 249 ] عن
فراس ، عن
الشعبي ، عن
عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501828أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين أو : قتل النفس ، - شعبة الشاك - واليمين الغموس .
9223 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى قال : حدثنا
شيبان ، عن
فراس ، عن
الشعبي ، عن
عبد الله بن عمرو قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501829جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما الكبائر ؟ قال : الشرك بالله . قال : ثم مه ؟ قال : وعقوق الوالدين . قال : ثم مه ؟ قال : واليمين الغموس . قلت nindex.php?page=showalam&ids=14577للشعبي : ما اليمين الغموس ؟ قال : الذي يقتطع مال امرئ مسلم بيمينه وهو فيها كاذب .
9224 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
ابن أبي السري محمد بن المتوكل العسقلاني قال : حدثنا
يحيى بن سعد ، عن
خالد بن معدان ، عن
أبي رهم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501830من أقام الصلاة ، [ ص: 250 ] وآتى الزكاة ، وصام رمضان ، واجتنب الكبائر ، فله الجنة . قيل : وما الكبائر ؟ قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، والفرار يوم الزحف .
9225 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14745عباس بن أبي طالب قال : حدثنا
سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، عن
ابن أبي جعفر ، عن
ابن أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
عبد الله بن سلمان الأغر ، عن أبيه
أبي عبد الله سلمان الأغر قال : قال
أبو أيوب [ ص: 251 ] خالد بن أيوب الأنصاري - عقبي بدري - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501831ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا ، ويقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم رمضان ، ويجتنب الكبائر ، إلا دخل الجنة . فسألوه : ما الكبائر ؟ قال : الإشراك بالله ، والفرار من الزحف ، وقتل النفس .
9226 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن قال : حدثنا
عباد بن عباد ، عن
جعفر بن الزبير ، عن
القاسم ، عن
أبي أمامة :
أن ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا الكبائر وهو متكئ ، فقالوا : الشرك بالله ، وأكل مال اليتيم ، وفرار من الزحف ، وقذف المحصنة ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور ، والغلول ، والسحر ، وأكل الربا : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فأين تجعلون : ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) ؟ إلى آخر الآية ، [ سورة آل عمران : 77 ] .
[ ص: 252 ] 9227 - حدثنا
عبيد الله بن محمد الفريابي قال : حدثنا
سفيان ، عن
أبي معاوية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني ، عن
عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501833سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما الكبائر ؟ قال : أن تدعو لله ندا وهو خلقك ، وأن تقتل ولدك من أجل مأكل معك ، أو تزني بحليلة جارك . وقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ) [ سورة الفرقان : 68 ] .
9228 - حدثني هذا الحديث
عبد الله بن محمد الزهري فقال : حدثنا
سفيان قال : حدثنا
أبو معاوية النخعي وكان على السجن سمعه من
أبي عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501834سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : أي العمل شر ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، وأن تقتل ولدك خشية من أن يأكل معك ، أو تزني بجارتك . وقرأ علي : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر )
قال
أبو جعفر : وأولى ما قيل في تأويل " الكبائر " بالصحة ، ما صح به الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون ما قاله غيره ، وإن كان كل
[ ص: 253 ] قائل فيها قولا من الذين ذكرنا أقوالهم - قد اجتهد وبالغ في نفسه . ولقوله في الصحة مذهب . فالكبائر إذا : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس المحرم قتلها ، وقول الزور - وقد يدخل في " قول الزور " : شهادة الزور ، وقذف المحصنة ، واليمين الغموس ، والسحر . ويدخل في قتل النفس المحرم قتلها : قتل الرجل ولده من أجل أن يطعم معه ، والفرار من الزحف ، والزنا بحليلة الجار .
وإذ كان ذلك كذلك ، صح كل خبر روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
معنى الكبائر ، وكان بعضه مصدقا بعضا . وذلك أن الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " هي سبع " يكون معنى قوله حينئذ : " هي سبع " على التفصيل ، ويكون معنى قوله في الخبر الذي روي عنه أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501835هي الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور " على الإجمال ،
[ ص: 254 ] إذ كان قوله : " وقول الزور " يحتمل معاني شتى ، وأن يجمع جميع ذلك " قول الزور " .
وأما خبر
ابن مسعود الذي حدثني به الفريابي على ما ذكرت ، فإنه عندي غلط من
عبيد الله بن محمد ؛ لأن الأخبار المتظاهرة من الأوجه الصحاح عن
ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو الرواية التي رواها
الزهري عن
ابن عيينة . ولم يقل أحد منهم في حديثه عن
ابن مسعود " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : سئل عن الكبائر " . فنقلهم ما نقلوا من ذلك عن
ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - - أولى بالصحة من نقل
الفريابي .
قال
أبو جعفر : فمن اجتنب الكبائر ، التي وعد الله مجتنبها تكفير ما عداها من سيئاته وإدخاله مدخلا كريما ، وأدى فرائضه التي فرضها الله عليه - وجد الله لما وعده من وعد منجزا ، وعلى الوفاء له ثابتا .
وأما
قوله : نكفر عنكم سيئاتكم ، فإنه يعني به : نكفر عنكم ، أيها المؤمنون ، باجتنابكم كبائر ما ينهاكم عنه ربكم ، صغائر سيئاتكم . يعني : صغائر ذنوبكم ، كما :
9229 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
نكفر عنكم سيئاتكم ، الصغائر .
9230 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون ، عن
الحسن : أن ناسا لقوا
عبد الله بن عمرو بمصر ، فقالوا : نرى أشياء من كتاب
[ ص: 255 ] الله ، أمر أن يعمل بها ، لا يعمل بها ، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك ؟ فقدم وقدموا معه ، فلقيه
عمر رضي الله عنه فقال : متى قدمت ؟ قال : منذ كذا وكذا . قال : أبإذن قدمت ؟ قال : فلا أدري كيف رد عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن ناسا لقوني
بمصر فقالوا : " إنا نرى أشياء من كتاب الله تبارك وتعالى ، أمر أن يعمل بها ولا يعمل بها " فأحبوا أن يلقوك في ذلك . فقال : اجمعهم لي . قال : فجمعتهم له - قال
ابن عون : أظنه قال : في بهو - فأخذ أدناهم رجلا فقال : أنشدكم بالله وبحق الإسلام عليك ، أقرأت القرآن كله ؟ قال : نعم . قال : فهل أحصيته في نفسك ؟ قال : اللهم لا ! قال : ولو قال : " نعم " لخصمه ، قال : فهل أحصيته في بصرك ؟ هل أحصيته في لفظك ؟ هل أحصيته في أثرك ؟ قال : ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم ، فقال : ثكلت
عمر أمه ! أتكلفونه أن يقيم الناس على كتاب الله ؟ قد علم ربنا أن ستكون لنا سيئات . قال : وتلا "
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما . هل علم
أهل المدينة - أو قال : هل علم أحد - بما قدمتم ؟ قالوا ، لا ! قال : لو علموا لوعظت بكم .
[ ص: 256 ] 9231 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : حدثنا
زياد بن مخراق ، عن
معاوية بن قرة قال : أتينا
أنس بن مالك ، فكان فيما حدثنا قال : لم نر مثل الذي بلغنا عن ربنا ، ثم لم نخرج له عن كل أهل ومال ! ثم سكت هنيهة ، ثم قال : والله لقد كلفنا ربنا أهون من ذلك ! لقد تجاوز لنا عما دون الكبائر ! فما لنا ولها ؟ ثم تلا
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية .
9232 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله :
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية ، إنما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر . وذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501836اجتنبوا الكبائر ، وسددوا ، وأبشروا " .
9233 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن رجل ، عن
ابن مسعود قال في خمس آيات من " سورة النساء " : لهن أحب إلي من الدنيا جميعا ، (
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) وقوله : (
إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ) [ سورة النساء : 40 ] ، وقوله : (
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) [ سورة النساء : 48 ، 116 ]
[ ص: 257 ] ، وقوله : (
ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) [ سورة النساء : 110 ] ، وقوله : (
والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما ) [ سورة النساء : 152 ] .
9234 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
أبو النضر ، عن
صالح المري ، عن
قتادة ، عن
ابن عباس قال : ثمان آيات نزلت في " سورة النساء " هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت ، أولاهن : (
يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ) [ سورة النساء : 26 ] ، والثانية : (
والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) [ سورة النساء : 27 ] ، والثالثة : (
يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) [ سورة النساء : 28 ] ، ثم ذكر مثل قول
ابن مسعود سواء ، وزاد فيه : ثم أقبل يفسرها في آخر الآية : وكان الله للذين عملوا الذنوب غفورا رحيما .
وأما قوله :
وندخلكم مدخلا كريما ، فإن القرأة اختلفت في قراءته . فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض الكوفيين : " وندخلكم مدخلا كريما "
[ ص: 258 ] بفتح " الميم " وكذلك الذي في " الحج " : "
ليدخلنهم مدخلا يرضونه " [ سورة الحج : 59 ] ، فمعنى : " وندخلكم مدخلا " فيدخلون دخولا كريما . وقد يحتمل على مذهب من قرأ هذه القراءة - أن يكون المعنى في " المدخل " : المكان والموضع ؛ لأن العرب ربما فتحت " الميم " من ذلك بهذا المعنى ، كما قال الراجز :
بمصبح الحمد وحيث نمسي
وقد أنشدني بعضهم سماعا من العرب :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا بالخير صبحنا ربي ومسانا
وأنشدني آخر غيره :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
لأنه من " أصبح " " وأمسى " . وكذلك تفعل العرب فيما كان من الفعل بناؤه على أربعة ، تضم ميمه في مثل هذا فتقول : " دحرجته أدحرجه مدحرجا ، فهو مدحرج " . ثم تحمل ما جاء على " أفعل يفعل " على ذلك ؛ لأن " يفعل " من " يدخل " وإن كان على أربعة ، فإن أصله أن يكون على " يؤفعل " " يؤدخل " و " يؤخرج " فهو نظير " يدحرج " .
[ ص: 259 ] وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين والبصريين - " مدخلا " بضم " الميم " . يعني : وندخلكم إدخالا كريما .
قال
أبو جعفر : وأولى القراءتين بالصواب ، قراءة من قرأ ذلك : (
وندخلكم مدخلا كريما ) بضم " الميم " لما وصفنا ، من أن ما كان من الفعل بناؤه على أربعة في " فعل " فالمصدر منه " مفعل " . وأن " أدخل " و " دحرج " " فعل " منه على أربعة . ف " المدخل " مصدره أولى من " مفعل " مع أن ذلك أفصح في كلام العرب في مصادر ما جاء على " أفعل " كما يقال : " أقام بمكان فطاب له المقام " إذ أريد به الإقامة و " قام في موضعه فهو في مقام واسع " كما قال - جل ثناؤه - : (
إن المتقين في مقام أمين ) [ سورة الدخان : 51 ] ، من " قام يقوم " . ولو أريد به " الإقامة " لقرئ : " إن المتقين في مقام أمين " كما قرئ : (
وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) [ سورة الإسراء : 80 ] ، بمعنى " الإدخال " و " الإخراج " . ولم يبلغنا عن أحد أنه قرأ : " مدخل صدق " ولا " مخرج صدق " بفتح " الميم " .
وأما " المدخل الكريم " فهو : الطيب الحسن ، المكرم بنفي الآفات والعاهات عنه ، وبارتفاع الهموم والأحزان ودخول الكدر في عيش من دخله ، فلذلك سماه الله كريما ، كما :
9235 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال :
[ ص: 260 ] حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
وندخلكم مدخلا كريما ، قال : " الكريم " هو الحسن في الجنة .