القول في
تأويل قوله ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه فإن أطعنكم أيها الناس نساؤكم اللاتي تخافون نشوزهن عند وعظكم إياهن فلا تهجروهن في المضاجع فإن لم يطعنكم فاهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن راجعن طاعتكم عند ذلك وفئن إلى الواجب عليهن فلا تطلبوا طريقا إلى أذاهن ومكروههن ولا تلتمسوا سبيلا إلى ما لا يحل لكم من أبدانهن وأموالهن بالعلل وذلك أن يقول أحدكم لإحداهن وهي له مطيعة إنك لست تحبيني وأنت لي مبغضة فيضربها على ذلك أو يؤذيها . فقال الله تعالى للرجال
فإن أطعنكم أي على بغضهن لكم فلا تجنوا عليهن ولا تكلفوهن محبتكم فإن ذلك ليس بأيديهن فتضربوهن أو تؤذوهن عليه .
ومعنى قوله فلا تبغوا لا تلتمسوا ولا تطلبوا من قول القائل بغيت الضالة إذا التمستها ومنه قول الشاعر في صفة الموت :
بغاك وما تبغيه حتى وجدته كأنك قد واعدته أمس موعدا
[ ص: 317 ] بمعنى طلبك وما تطلبه .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك
9396 - حدثنا
المثنى قال حدثنا
عبد الله بن صالح قال حدثني
معاوية بن صالح عن
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس في قوله :
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا قال إذا أطاعتك فلا تتجن عليها العلل
9397 - حدثنا
ابن حميد قال حدثنا
جرير عن
الحسن بن عبيد الله عن
أبي الضحى عن
ابن عباس قال إذا أطاعته فليس له عليها سبيل إذا ضاجعته
9398 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال أخبرنا
عبد الرزاق قال أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قوله
فلا تبغوا عليهن سبيلا قال العلل
9399 - وقال أخبرنا
عبد الرزاق قال قال
الثوري في قوله
فإن أطعنكم " قال إن أتت الفراش وهي تبغضه
9400 - حدثني
المثنى قال حدثنا
إسحاق قال حدثنا
يعلى عن
سفيان قال إذا فعلت ذلك لا يكلفها أن تحبه لأن قلبها ليس في يديها
9401 - حدثنا
المثنى قال حدثنا
أبو حذيفة قال حدثنا
شبل عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال إن أطاعته فضاجعته فإن الله يقول
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " .
9402 - حدثنا
بشر بن معاذ قال حدثنا
يزيد قال حدثنا
سعيد ، عن
قتادة :
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا : يقول فإن أطاعتك فلا تبغ عليها العلل .