القول في
تأويل قوله جل ذكره ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه وذلوا لله بالطاعة واخضعوا له بها وأفردوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار
[ ص: 334 ] عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكا تعظمونه تعظيمكم إياه
"
وبالوالدين إحسانا " يقول وأمركم بالوالدين إحسانا يعني برا بهما ولذلك نصب الإحسان لأنه أمر منه جل ثناؤه بلزوم
الإحسان إلى الوالدين على وجه الإغراء .
وقد قال بعضهم : معناه واستوصوا بالوالدين إحسانا وهو قريب المعنى مما قلناه .
وأما قوله
وبذي القربى فإنه يعني وأمر أيضا بذي القربى وهم ذوو قرابة أحدنا من قبل أبيه أو أمه ممن قربت منه قرابته برحمه من أحد الطرفين إحسانا بصلة رحمه .
وأما قوله واليتامى ، فإنهم جمع يتيم وهو الطفل الذي قد مات والده وهلك .
"والمساكين وهو جمع مسكين وهو الذي قد ركبه ذل الفاقة والحاجة فتمسكن لذلك .
يقول تعالى ذكره استوصوا بهؤلاء إحسانا إليهم وتعطفوا عليهم والزموا وصيتي في الإحسان إليهم .