[ ص: 447 ] القول في
تأويل قوله ( أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ( 47 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه أو نلعنهم أو نلعنكم فنخزيكم ونجعلكم قردة كما لعنا أصحاب السبت يقول : كما أخزينا الذين اعتدوا في السبت من أسلافكم قيل ذلك على وجه الخطاب في قوله
آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم : كما قال : (
حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ) [ سورة
يونس : 22 ]
وقد يحتمل أن يكون معناه :
من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها : أو نلعن أصحاب الوجوه فجعل " الهاء والميم في قوله أو نلعنهم من ذكر أصحاب الوجوه إذ كان في الكلام دلالة على ذلك
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك
9726 - حدثنا
بشر بن معاذ قال حدثنا
يزيد قال حدثنا
سعيد عن
قتادة قوله
يا أيها الذين أوتوا الكتاب " إلى قوله
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت : أي نحولهم قردة
9727 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال أخبرنا
عبد الرزاق قال أخبرنا
معمر عن
الحسن :
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت : يقول أو نجعلهم قردة
9728 - حدثنا
محمد بن الحسين قال حدثنا
أحمد بن مفضل قال حدثنا
[ ص: 448 ] أسباط عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت : أو نجعلهم قردة .
9729 - حدثني
يونس قال أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد في قوله
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت قال هم يهود جميعا نلعن هؤلاء كما لعنا الذين لعنا منهم من أصحاب السبت .
وأما قوله
وكان أمر الله مفعولا : فإنه يعني وكان جميع ما أمر الله أن يكون كائنا مخلوقا موجودا لا يمتنع عليه خلق شيء شاء خلقه والأمر في هذا الموضع : المأمور سمي أمر الله لأنه عن أمره كان وبأمره
والمعنى وكان ما أمر الله مفعولا .