[ ص: 515 ] القول في تأويل قوله (
أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ( 63 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله أولئك : هؤلاء المنافقون الذين وصفت لك يا
محمد صفتهم "
يعلم الله ما في قلوبهم " في احتكامهم إلى الطاغوت ، وتركهم الاحتكام إليك ، وصدودهم عنك من النفاق والزيغ ، وإن حلفوا بالله ما أردنا إلا إحسانا وتوفيقا "
فأعرض عنهم وعظهم " ، يقول : فدعهم فلا تعاقبهم في أبدانهم وأجسامهم ، ولكن عظهم بتخويفك إياهم بأس الله أن يحل بهم ، وعقوبته أن تنزل بدارهم ، وحذرهم من مكروه ما هم عليه من الشك في أمر الله وأمر رسوله . "
وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا " ، يقول : مرهم باتقاء الله والتصديق به وبرسوله ووعده ووعيده .