[ ص: 517 ] القول في
تأويل قوله ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ( 64 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولو أن هؤلاء المنافقين الذين وصف صفتهم في هاتين الآيتين ، الذين إذا دعوا إلى حكم الله وحكم رسوله صدوا صدودا "
إذ ظلموا أنفسهم " باكتسابهم إياها العظيم من الإثم في احتكامهم إلى الطاغوت ، وصدودهم عن كتاب الله ، وسنة رسوله إذا دعوا إليها " جاءوك " يا
محمد ، حين فعلوا ما فعلوا من مصيرهم إلى الطاغوت راضين بحكمه دون حكمك جاءوك تائبين منيبين ، فسألوا الله أن يصفح لهم عن عقوبة ذنبهم بتغطيته عليهم ، وسأل لهم الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك ، وذلك هو معنى قوله : "
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول " .
وأما قوله : "
لوجدوا الله توابا رحيما " فإنه يقول : لو كانوا فعلوا ذلك فتابوا من ذنبهم "
لوجدوا الله توابا " يقول : راجعا لهم مما يكرهون إلى ما يحبون " رحيما " بهم في تركه عقوبتهم على ذنبهم الذي تابوا منه .
وقال
مجاهد : عني بذلك اليهودي والمسلم اللذان تحاكما إلى
كعب بن الأشرف .
9907 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله : " ظلموا أنفسهم " إلى قوله " ويسلموا تسليما " قال : إن هذا في الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى
كعب بن الأشرف .