القول في تأويل قوله (
يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ( 71 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : "
يا أيها الذين آمنوا " : صدقوا الله ورسوله "
خذوا حذركم " خذوا جنتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم " فانفروا إليهم ثبات " .
وهي جمع " ثبة " ، " والثبة " : العصبة .
ومعنى الكلام : فانفروا إلى عدوكم جماعة بعد جماعة متسلحين .
ومن " الثبة " قول
زهير :
وقد أغدوا على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء
[ ص: 537 ]
وقد تجمع " الثبة " على " ثبين " . .
" أو انفروا جميعا " يقول : أو انفروا جميعا مع نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لقتالهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
9929 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله :
خذوا حذركم فانفروا ثبات : يقول : عصبا ، يعني سرايا متفرقين " أو انفروا جميعا " يعني : كلكم .
9930 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله : " فانفروا ثبات " قال : فرقا قليلا قليلا .
9931 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : " فانفروا ثبات " قال : الثبات : الفرق .
9932 - حدثنا
الحسين بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة مثله .
9933 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : " فانفروا ثبات " فهي العصبة ، وهي الثبة ، " أو انفروا جميعا " مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .
9934 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد بن سليمان قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : " فانفروا ثبات " يعني : عصبا متفرقين .