[ ص: 541 ] القول في تأويل قوله (
فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( 74 ) )
قال
أبو جعفر : وهذا حض من الله المؤمنين على جهاد عدوه من أهل الكفر به على أحايينهم غالبين كانوا أو مغلوبين ، والتهاون بأقوال المنافقين في جهاد من جاهدوا من المشركين ، [ وأن لهم في ] جهادهم إياهم - مغلوبين كانوا أو غالبين - منزلة من الله رفيعة .
يقول الله لهم - جل ثناؤه - :
فليقاتل في سبيل الله ، يعني في دين الله والدعاء إليه ، والدخول فيما أمر به أهل الكفر به "
الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة " ، يعني الذين يبيعون حياتهم الدنيا بثواب الآخرة وما وعد الله أهل طاعته فيها ، وبيعهم إياها بها إنفاقهم أموالهم في طلب رضى الله لجهاد من أمر بجهاده من أعدائه وأعداء دينه ، وبذلهم مهجهم له في ذلك .
أخبر - جل ثناؤه - بما لهم في ذلك إذا فعلوه فقال :
ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما : يقول : ومن يقاتل - في طلب إقامة دين الله وإعلاء كلمة الله - أعداء الله " فيقتل " يقول : فيقتله أعداء الله ، أو يغلبهم
[ ص: 542 ] فيظفر بهم " فسوف نؤتيه أجرا عظيما " يقول : فسوف نعطيه في الآخرة ثوابا وأجرا عظيما . وليس لما سمى - جل ثناؤه - " عظيما " مقدار يعرف مبلغه عباد الله .
وقد دللنا على أن الأغلب على معنى " شريت " في كلام العرب " بعت " بما أغنى [ عن إعادته ]
وقد : -
9942 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة : يقول : يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة .
9943 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد : يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ، ف " يشري " : يبيع ، " ويشري " : يأخذ ، وإن الحمقى باعوا الآخرة بالدنيا .