صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك )

قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله " وإن ينلهم رخاء وظفر وفتح ويصيبوا غنيمة يقولوا هذه من عند الله ، يعني من قبل الله ومن تقديره . " وإن تصبهم سيئة " يقول : وإن تنلهم شدة من عيش وهزيمة من عدو وجراح وألم ، يقولوا لك يا محمد : " هذه من عندك " بخطئك التدبير .

وإنما هذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن الذين قال فيهم لنبيه : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ) .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

9962 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد وابن أبي جعفر قالا : حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : [ ص: 556 ] " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال : هذه في السراء والضراء .

9963 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية مثله .

9964 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك فقرأ حتى بلغ : " وأرسلناك للناس رسولا " قال : إن هذه الآيات نزلت في شأن الحرب . فقرأ ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) فقرأ حتى بلغ : " وإن تصبهم سيئة " يقولوا هذه من عند محمد - عليه السلام - أساء التدبير وأساء النظر ، ما أحسن التدبير ولا النظر .

التالي السابق


الخدمات العلمية