القول في تأويل قوله (
فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ( 78 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله :
فمال هؤلاء القوم : فما شأن هؤلاء القوم الذين إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله ، وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك
لا يكادون يفقهون حديثا يقول : لا يكادون يعلمون حقيقة ما تخبرهم به من أن كل ما أصابهم من خير أو شر أو ضر وشدة ورخاء فمن عند الله ، لا يقدر على ذلك غيره ، ولا يصيب أحدا سيئة إلا بتقديره ، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته .
وهذا إعلام من الله عباده أن مفاتح الأشياء كلها بيده ، لا يملك شيئا منها أحد غيره .