القول في تأويل قوله (
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " ولو ردوه " الأمر الذي نالهم من عدوهم [ والمسلمين ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أولي أمرهم يعني :
[ ص: 571 ] وإلى أمرائهم وسكتوا فلم يذيعوا ما جاءهم من الخبر ، حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ذوو أمرهم هم الذين يتولون الخبر عن ذلك ، بعد أن ثبتت عندهم صحته أو بطوله ، فيصححوه إن كان صحيحا ، أو يبطلوه إن كان باطلا "
لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يقول : لعلم حقيقة ذلك الخبر الذي جاءهم به الذين يبحثون عنه ويستخرجونه " منهم " يعني : أولي الأمر ، " والهاء " " والميم " في قوله : "منهم " من ذكر أولي الأمر يقول : لعلم ذلك من أولي الأمر من يستنبطه .
وكل مستخرج شيئا كان مستترا عن أبصار العيون أو عن معارف القلوب فهو له : مستنبط ، يقال : استنبطت الركية إذا استخرجت ماءها ، ونبطتها أنبطها ، والنبط الماء المستنبط من الأرض ، ومنه قول الشاعر :
قريب ثراه ما ينال عدوه له نبطا آبي الهوان قطوب
يعني بالنبط : الماء المستنبط .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
[ ص: 572 ]
9996 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم : يقول : ولو سكتوا وردوا الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى أولي أمرهم حتى يتكلم هو به "
لعلمه الذين يستنبطونه " يعني : عن الأخبار ، وهم الذين ينقرون عن الأخبار .
9997 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة :
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم : يقول : إلى علمائهم (
لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) لعلمه الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك .
9998 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : ولو ردوه إلى الرسول ، حتى يكون هو الذي يخبرهم : "
وإلى أولي الأمر منهم " الفقه في الدين والعقل .
9999 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
أبي جعفر ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : "
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم " : العلم "
الذين يستنبطونه منهم " : يتتبعونه ويتحسسونه .
10000 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
ابن إدريس قال : أخبرنا
ليث ، عن
مجاهد "
لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال : الذين يسألون عنه ويتحسسونه .
10001 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ،
[ ص: 573 ] عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : " يستنبطونه " قال : قولهم : ما كان ؟ ماذا سمعتم ؟
10002 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
10003 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن
أبي جعفر ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : " الذين يستنبطونه " قال : يتحسسونه .
10004 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس "
لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يقول : لعلمه الذين يتحسسونه منهم .
10005 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد بن سليمان قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : "
يستنبطونه منهم " قال : يتتبعونه .
10006 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به " حتى بلغ "
وإلى أولي الأمر منهم " قال : الولاة الذين يلون في الحرب عليهم ، الذين يتفكرون فينظرون لما جاءهم من الخبر : أصدق أم كذب ؟ أباطل فيبطلونه ، أو حق فيحقونه ؟ قال : وهذا في الحرب ، وقرأ : " أذاعوا به " ولو فعلوا غير هذا " وردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم " الآية .