[ ص: 100 ] القول في تأويل قوله (
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ( 97 )
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ( 98 )
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ومن ( 99 ) )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة " ، إن الذين تقبض أرواحهم الملائكة "ظالمي أنفسهم" ، يعني : مكسبي أنفسهم غضب الله وسخطه .
وقد بينا معنى "الظلم" فيما مضى قبل .
"قالوا فيم كنتم" ، يقول : قالت الملائكة لهم : "فيم كنتم" ، في أي شيء كنتم من دينكم "
قالوا كنا مستضعفين في الأرض " ، يعني : قال الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم : "
كنا مستضعفين في الأرض " ، يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا بكثرة عددهم وقوتهم ، فيمنعونا من الإيمان بالله ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، معذرة ضعيفة وحجة واهية "
قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، يقول : فتخرجوا من أرضكم ودوركم ، وتفارقوا من يمنعكم بها من الإيمان بالله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، إلى الأرض التي
[ ص: 101 ] يمنعكم أهلها من سلطان أهل الشرك بالله ، فتوحدوا الله فيها وتعبدوه ، وتتبعوا نبيه؟ يقول الله جل ثناؤه : "
فأولئك مأواهم جهنم " ، أي : فهؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم "مأواهم جهنم" ، يقول : مصيرهم في الآخرة جهنم ، وهي مسكنهم "
وساءت مصيرا " ، يعني : وساءت جهنم لأهلها الذين صاروا إليها "مصيرا" ومسكنا ومأوى .
ثم استثنى جل ثناؤه المستضعفين الذين استضعفهم المشركون "
من الرجال والنساء والولدان " ، وهم العجزة عن الهجرة بالعسرة ، وقلة الحيلة ، وسوء البصر والمعرفة بالطريق من أرضهم أرض الشرك إلى أرض الإسلام ، من القوم الذين أخبر جل ثناؤه أن مأواهم جهنم : أن تكون جهنم مأواهم ، للعذر الذي هم فيه ، على ما بينه تعالى ذكره .
ونصب "المستضعفين" على الاستثناء من "الهاء" و "الميم" اللتين في قوله : "فأولئك مأواهم جهنم" .
يقول الله جل ثناؤه : "
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم " ، يعني هؤلاء المستضعفين ، يقول : لعل الله أن يعفو عنهم ، للعذر الذي هم فيه وهم مؤمنون ، فيفضل عليهم بالصفح عنهم في تركهم الهجرة ، إذ لم يتركوها اختيارا ولا إيثارا
[ ص: 102 ] منهم لدار الكفر على دار الإسلام ، ولكن للعجز الذي هم فيه عن النقلة عنها "وكان الله عفوا غفورا" يقول : ولم يزل الله "عفوا" يعني : ذا صفح بفضله عن ذنوب عباده ، بتركه العقوبة عليها "غفورا" ساترا عليهم ذنوبهم بعفوه لهم عنها .
وذكر أن هاتين الآيتين والتي بعدهما ، نزلت في أقوام من
أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله وبرسوله ،
وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر ، وعرض بعضهم على الفتنة فافتتن ، وشهد مع المشركين حرب المسلمين ، فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها ، التي بينها في قوله خبرا عنهم : "
قالوا كنا مستضعفين في الأرض " .
ذكر الأخبار الواردة بصحة ما ذكرنا : من نزول الآية في الذين ذكرنا أنها نزلت فيهم .
10259 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا
ابن فضيل قال : حدثنا
أشعث ، عن
عكرمة : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، قال : كان ناس من
أهل مكة أسلموا ، فمن مات منهم بها هلك ، قال الله : "
فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " إلى قوله : "عفوا غفورا" قال
ابن عباس : فأنا منهم وأمي منهم . قال
عكرمة : وكان
العباس منهم .
10260 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14386أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا
أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا
محمد بن شريك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : كان قوم من
أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم
[ ص: 103 ] المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون : "كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ، وأكرهوا" فاستغفروا لهم ، فنزلت : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " الآية ، قال : فكتب إلى من بقي
بمكة من المسلمين بهذه الآية ، لا عذر لهم . قال : فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة ، فنزلت فيهم : (
ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ) [ سورة العنكبوت : 10 ] ، إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فحزنوا وأيسوا من كل خير ، ثم نزلت فيهم : (
إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) ، [ سورة النحل : 110 ] ، فكتبوا إليهم بذلك : "إن الله قد جعل لكم مخرجا" ، فخرجوا فأدركهم المشركون ، فقاتلوهم حتى نجا من نجا ، وقتل من قتل .
10261 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا
ابن وهب قال : أخبرني
حيوة أو :
ابن لهيعة ، الشك من
يونس ، عن
أبي الأسود : أنه سمع مولى
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس يقول عن
ابن عباس : إن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي السهم يرمى به ، فيصيب أحدهم
[ ص: 104 ] فيقتله ، أو يضرب فيقتل ، فأنزل الله فيهم : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " حتى بلغ "فتهاجروا فيها" .
10262 - حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن المقرئ قال : أخبرنا
حيوة قال : أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي قال : قطع على
أهل المدينة بعث إلى
اليمن ، فاكتتبت فيه ، فلقيت
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة مولى ابن عباس . فنهاني عن ذلك أشد النهي ، ثم قال : أخبرني
ابن عباس أن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين ثم ذكر مثل حديث
يونس ، عن
ابن وهب .
10263 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي
[ ص: 105 ] قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتركوا أن يخرجوا معه ، فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودبره .
10264 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عكرمة قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " ، إلى قوله : "وساءت مصيرا" ، قال : نزلت في
قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والحارث بن زمعة بن الأسود ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبي العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف . قال : لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان بن حرب وعير
قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأن يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة ، خرجوا معهم شباب كارهين ،
[ ص: 106 ] كانوا قد أسلموا واجتمعوا
ببدر على غير موعد ، فقتلوا
ببدر كفارا ، ورجعوا عن الإسلام ، وهم هؤلاء الذين سميناهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وقال
مجاهد : نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم
بدر من الضعفاء من كفار قريش ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وقال
عكرمة : لما نزل القرآن في هؤلاء النفر إلى قوله : "
وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، قال : يعني الشيخ الكبير والعجوز والجواري الصغار والغلمان .
10265 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " إلى قوله : "وساءت مصيرا" ، قال : لما أسر العباس وعقيل ونوفل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : افد نفسك وابني أخيك . قال : يا رسول الله ، ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك؟ قال : يا عباس ، إنكم خاصمتم فخصمتم! ثم تلا هذه الآية : " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " ، فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر ، فهو كافر حتى يهاجر ، إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، حيلة في المال ، و "السبيل" الطريق . قال
ابن عباس : كنت أنا منهم ، من الولدان .
10266 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
ابن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار قال : سمعت
عكرمة يقول : كان ناس
بمكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله ، فلما خرج المشركون إلى
بدر أخرجوهم معهم ، فقتلوا ، فنزلت فيهم : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " إلى قوله : "
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا" ، فكتب بها المسلمون الذين
بالمدينة [ ص: 107 ] إلى المسلمين الذين
بمكة . قال : فخرج ناس من المسلمين ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون ، فأدركوهم ، فمنهم من أعطى الفتنة ، فأنزل الله فيهم : (
ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) [ سورة العنكبوت : 10 ] ، فكتب بها المسلمون الذين
بالمدينة إلى المسلمين
بمكة ، وأنزل الله في أولئك الذين أعطوا الفتنة : (
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا ) إلى (
غفور رحيم ) [ سورة النحل : 110 ]
قال
ابن عيينة : أخبرني
محمد بن إسحاق في قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة " ، قال : هم خمسة فتية من
قريش :
علي بن أمية ، وأبو قيس بن الفاكه ، وزمعة بن الأسود ، وأبو العاص بن منبه ، ونسيت الخامس .
10267 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " الآية ، حدثنا أن هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالإسلام من
أهل مكة ، فخرجوا مع عدو الله
أبي جهل ، فقتلوا يوم
بدر ، فاعتذروا بغير عذر ، فأبى الله أن يقبل منهم . وقوله : "
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، أناس من
أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم ، فقال : "
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا " قال : وكان
ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من الذين
[ ص: 108 ] لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا .
10268 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال : سمعت
أبا معاذ قال : حدثنا
عبيد بن سليمان قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " الآية ، قال : هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يخرجوا معه إلى
المدينة ، وخرجوا مع مشركي
قريش إلى
بدر ، فأصيبوا يومئذ فيمن أصيب ، فأنزل الله فيهم هذه الآية .
10269 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : سألته يعني
ابن زيد عن قول الله : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " فقرأ حتى بلغ : "
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، فقال : لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وظهر ، ونبع الإيمان ، نبع النفاق معه . فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال فقالوا : يا رسول الله ، لولا أنا نخاف هؤلاء القوم يعذبوننا ، ويفعلون ويفعلون ، لأسلمنا ، ولكنا نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فكانوا يقولون ذلك له . فلما كان يوم
بدر ، قام المشركون فقالوا : لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستبحنا ماله! فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي صلى الله عليه وسلم معهم ، فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة . قال : فأما الذين قتلوا ، فهم الذين قال الله فيهم : "
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، الآية كلها"
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم"
فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " . قال : ثم عذر الله أهل الصدق فقال : "
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، يتوجهون له ، لو خرجوا لهلكوا"فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم" ، إقامتهم بين ظهري المشركين . وقال الذين أسروا : يا رسول الله ، إنك
[ ص: 109 ] تعلم أنا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأن هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا! فقال الله : (
يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ) ، صنيعكم الذي صنعتم بخروجكم مع المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم (
وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ) خرجوا مع المشركين (
فأمكن منهم والله عليم حكيم ) [ سورة الأنفال : 70 ، 71 ] .
10270 - حدثني
محمد بن خالد بن خداش قال : حدثني أبي ، عن
حماد بن زيد ، عن
أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن أبي مليكة ، عن
ابن عباس أنه قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله : "
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " .
10271 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن
شريك ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : "
إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، قال
ابن عباس : أنا من المستضعفين .
10272 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : "
ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " ، قال : من قتل من ضعفاء كفار
قريش يوم
بدر .
[ ص: 110 ]
10273 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد نحوه .
10274 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
ابن عيينة ، عن
عبيد الله بن أبي يزيد قال : سمعت
ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من
المستضعفين من النساء والولدان .
10275 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
حجاج قال : حدثنا
حماد ، عن
علي بن زيد ، عن
عبد الله - أو :
إبراهيم بن عبد الله القرشي -
nindex.php?page=hadith&LINKID=810377عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر : "اللهم خلص الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا" .
10276 - حدثنا
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : "
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، قال : مؤمنون مستضعفون
بمكة ، فقال فيهم أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم :
[ ص: 111 ] هم بمنزلة هؤلاء الذين قتلوا
ببدر ضعفاء مع كفار
قريش . فأنزل الله فيهم : "
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، الآية .
10277 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد نحوه .
وأما قوله : "
لا يستطيعون حيلة " ، فإن معناه كما : -
10278 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
ابن عيينة ، عن
عمرو ، عن
عكرمة في قوله : "
لا يستطيعون حيلة " ، قال : نهوضا إلى
المدينة "
ولا يهتدون سبيلا " ، طريقا إلى
المدينة .
10279 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم ، عن
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
ولا يهتدون سبيلا " ، طريقا إلى
المدينة .
10280 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
10281 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "الحيلة" ، المال و "السبيل" ، الطريق إلى
المدينة .
وأما قوله : "
إن الذين توفاهم الملائكة " ، ففيه وجهان :
أحدهما : أن يكون "توفاهم" في موضع نصب ، بمعنى المضي ، لأن "فعل" منصوبة في كل حال .
[ ص: 112 ]
والآخر : أن يكون في موضع رفع بمعنى الاستقبال ، يراد به : إن الذين تتوفاهم الملائكة ، فتكون إحدى "التاءين" من "توفاهم" محذوفة وهي مرادة في الكلمة ، لأن العرب تفعل ذلك ، إذا اجتمعت تاءان في أول الكلمة ، ربما حذفت إحداهما وأثبتت الأخرى ، وربما أثبتتهما جميعا .