1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النساء
  4. القول في تأويل قوله تعالى "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض "
صفحة جزء
[ ص: 100 ] القول في تأويل قوله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ( 97 ) إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ( 98 ) فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ومن ( 99 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " إن الذين توفاهم الملائكة " ، إن الذين تقبض أرواحهم الملائكة "ظالمي أنفسهم" ، يعني : مكسبي أنفسهم غضب الله وسخطه .

وقد بينا معنى "الظلم" فيما مضى قبل .

"قالوا فيم كنتم" ، يقول : قالت الملائكة لهم : "فيم كنتم" ، في أي شيء كنتم من دينكم " قالوا كنا مستضعفين في الأرض " ، يعني : قال الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم : " كنا مستضعفين في الأرض " ، يستضعفنا أهل الشرك بالله في أرضنا وبلادنا بكثرة عددهم وقوتهم ، فيمنعونا من الإيمان بالله ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، معذرة ضعيفة وحجة واهية " قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، يقول : فتخرجوا من أرضكم ودوركم ، وتفارقوا من يمنعكم بها من الإيمان بالله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، إلى الأرض التي [ ص: 101 ] يمنعكم أهلها من سلطان أهل الشرك بالله ، فتوحدوا الله فيها وتعبدوه ، وتتبعوا نبيه؟ يقول الله جل ثناؤه : " فأولئك مأواهم جهنم " ، أي : فهؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم "مأواهم جهنم" ، يقول : مصيرهم في الآخرة جهنم ، وهي مسكنهم " وساءت مصيرا " ، يعني : وساءت جهنم لأهلها الذين صاروا إليها "مصيرا" ومسكنا ومأوى .

ثم استثنى جل ثناؤه المستضعفين الذين استضعفهم المشركون " من الرجال والنساء والولدان " ، وهم العجزة عن الهجرة بالعسرة ، وقلة الحيلة ، وسوء البصر والمعرفة بالطريق من أرضهم أرض الشرك إلى أرض الإسلام ، من القوم الذين أخبر جل ثناؤه أن مأواهم جهنم : أن تكون جهنم مأواهم ، للعذر الذي هم فيه ، على ما بينه تعالى ذكره .

ونصب "المستضعفين" على الاستثناء من "الهاء" و "الميم" اللتين في قوله : "فأولئك مأواهم جهنم" .

يقول الله جل ثناؤه : " فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم " ، يعني هؤلاء المستضعفين ، يقول : لعل الله أن يعفو عنهم ، للعذر الذي هم فيه وهم مؤمنون ، فيفضل عليهم بالصفح عنهم في تركهم الهجرة ، إذ لم يتركوها اختيارا ولا إيثارا [ ص: 102 ] منهم لدار الكفر على دار الإسلام ، ولكن للعجز الذي هم فيه عن النقلة عنها "وكان الله عفوا غفورا" يقول : ولم يزل الله "عفوا" يعني : ذا صفح بفضله عن ذنوب عباده ، بتركه العقوبة عليها "غفورا" ساترا عليهم ذنوبهم بعفوه لهم عنها .

وذكر أن هاتين الآيتين والتي بعدهما ، نزلت في أقوام من أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله وبرسوله ، وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر ، وعرض بعضهم على الفتنة فافتتن ، وشهد مع المشركين حرب المسلمين ، فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها ، التي بينها في قوله خبرا عنهم : " قالوا كنا مستضعفين في الأرض " .

ذكر الأخبار الواردة بصحة ما ذكرنا : من نزول الآية في الذين ذكرنا أنها نزلت فيهم .

10259 - حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا أشعث ، عن عكرمة : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، قال : كان ناس من أهل مكة أسلموا ، فمن مات منهم بها هلك ، قال الله : " فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " إلى قوله : "عفوا غفورا" قال ابن عباس : فأنا منهم وأمي منهم . قال عكرمة : وكان العباس منهم .

10260 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا محمد بن شريك ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم [ ص: 103 ] المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون : "كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ، وأكرهوا" فاستغفروا لهم ، فنزلت : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " الآية ، قال : فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية ، لا عذر لهم . قال : فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة ، فنزلت فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ) [ سورة العنكبوت : 10 ] ، إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فحزنوا وأيسوا من كل خير ، ثم نزلت فيهم : ( إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) ، [ سورة النحل : 110 ] ، فكتبوا إليهم بذلك : "إن الله قد جعل لكم مخرجا" ، فخرجوا فأدركهم المشركون ، فقاتلوهم حتى نجا من نجا ، وقتل من قتل .

10261 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة أو : ابن لهيعة ، الشك من يونس ، عن أبي الأسود : أنه سمع مولى لابن عباس يقول عن ابن عباس : إن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأتي السهم يرمى به ، فيصيب أحدهم [ ص: 104 ] فيقتله ، أو يضرب فيقتل ، فأنزل الله فيهم : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " حتى بلغ "فتهاجروا فيها" .

10262 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال : أخبرنا حيوة قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي قال : قطع على أهل المدينة بعث إلى اليمن ، فاكتتبت فيه ، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس . فنهاني عن ذلك أشد النهي ، ثم قال : أخبرني ابن عباس أن ناسا مسلمين كانوا مع المشركين ثم ذكر مثل حديث يونس ، عن ابن وهب .

10263 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي [ ص: 105 ] قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، هم قوم تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتركوا أن يخرجوا معه ، فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودبره .

10264 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عكرمة قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " ، إلى قوله : "وساءت مصيرا" ، قال : نزلت في قيس بن الفاكه بن المغيرة ، والحارث بن زمعة بن الأسود ، وقيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبي العاص بن منبه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف . قال : لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبي سفيان بن حرب وعير قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأن يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة ، خرجوا معهم شباب كارهين ، [ ص: 106 ] كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد ، فقتلوا ببدر كفارا ، ورجعوا عن الإسلام ، وهم هؤلاء الذين سميناهم ، قال ابن جريج ، وقال مجاهد : نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء من كفار قريش ، قال ابن جريج ، وقال عكرمة : لما نزل القرآن في هؤلاء النفر إلى قوله : " وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، قال : يعني الشيخ الكبير والعجوز والجواري الصغار والغلمان .

10265 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " إلى قوله : "وساءت مصيرا" ، قال : لما أسر العباس وعقيل ونوفل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : افد نفسك وابني أخيك . قال : يا رسول الله ، ألم نصل قبلتك ونشهد شهادتك؟ قال : يا عباس ، إنكم خاصمتم فخصمتم! ثم تلا هذه الآية : " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " ، فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر ، فهو كافر حتى يهاجر ، إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، حيلة في المال ، و "السبيل" الطريق . قال ابن عباس : كنت أنا منهم ، من الولدان .

10266 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار قال : سمعت عكرمة يقول : كان ناس بمكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله ، فلما خرج المشركون إلى بدر أخرجوهم معهم ، فقتلوا ، فنزلت فيهم : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " إلى قوله : " فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا" ، فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة [ ص: 107 ] إلى المسلمين الذين بمكة . قال : فخرج ناس من المسلمين ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون ، فأدركوهم ، فمنهم من أعطى الفتنة ، فأنزل الله فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) [ سورة العنكبوت : 10 ] ، فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين بمكة ، وأنزل الله في أولئك الذين أعطوا الفتنة : ( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا ) إلى ( غفور رحيم ) [ سورة النحل : 110 ]

قال ابن عيينة : أخبرني محمد بن إسحاق في قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة " ، قال : هم خمسة فتية من قريش : علي بن أمية ، وأبو قيس بن الفاكه ، وزمعة بن الأسود ، وأبو العاص بن منبه ، ونسيت الخامس .

10267 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " الآية ، حدثنا أن هذه الآية أنزلت في أناس تكلموا بالإسلام من أهل مكة ، فخرجوا مع عدو الله أبي جهل ، فقتلوا يوم بدر ، فاعتذروا بغير عذر ، فأبى الله أن يقبل منهم . وقوله : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، أناس من أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم ، فقال : " فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا " قال : وكان ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من الذين [ ص: 108 ] لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا .

10268 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ قال : حدثنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " الآية ، قال : هم أناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يخرجوا معه إلى المدينة ، وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر ، فأصيبوا يومئذ فيمن أصيب ، فأنزل الله فيهم هذه الآية .

10269 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : سألته يعني ابن زيد عن قول الله : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " فقرأ حتى بلغ : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، فقال : لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وظهر ، ونبع الإيمان ، نبع النفاق معه . فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال فقالوا : يا رسول الله ، لولا أنا نخاف هؤلاء القوم يعذبوننا ، ويفعلون ويفعلون ، لأسلمنا ، ولكنا نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فكانوا يقولون ذلك له . فلما كان يوم بدر ، قام المشركون فقالوا : لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستبحنا ماله! فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي صلى الله عليه وسلم معهم ، فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة . قال : فأما الذين قتلوا ، فهم الذين قال الله فيهم : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " ، الآية كلها" ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم" فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا " . قال : ثم عذر الله أهل الصدق فقال : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، يتوجهون له ، لو خرجوا لهلكوا"فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم" ، إقامتهم بين ظهري المشركين . وقال الذين أسروا : يا رسول الله ، إنك [ ص: 109 ] تعلم أنا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وأن هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا! فقال الله : ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ) ، صنيعكم الذي صنعتم بخروجكم مع المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ) خرجوا مع المشركين ( فأمكن منهم والله عليم حكيم ) [ سورة الأنفال : 70 ، 71 ] .

10270 - حدثني محمد بن خالد بن خداش قال : حدثني أبي ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس أنه قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " .

10271 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " ، قال ابن عباس : أنا من المستضعفين .

10272 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم " ، قال : من قتل من ضعفاء كفار قريش يوم بدر . [ ص: 110 ]

10273 - حدثنا المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد نحوه .

10274 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : سمعت ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان .

10275 - حدثني المثنى قال : حدثنا حجاج قال : حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن عبد الله - أو : إبراهيم بن عبد الله القرشي - عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر : "اللهم خلص الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا" .

10276 - حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، قال : مؤمنون مستضعفون بمكة ، فقال فيهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : [ ص: 111 ] هم بمنزلة هؤلاء الذين قتلوا ببدر ضعفاء مع كفار قريش . فأنزل الله فيهم : " لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " ، الآية .

10277 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد نحوه .

وأما قوله : " لا يستطيعون حيلة " ، فإن معناه كما : -

10278 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة في قوله : " لا يستطيعون حيلة " ، قال : نهوضا إلى المدينة " ولا يهتدون سبيلا " ، طريقا إلى المدينة .

10279 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ولا يهتدون سبيلا " ، طريقا إلى المدينة .

10280 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .

10281 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : "الحيلة" ، المال و "السبيل" ، الطريق إلى المدينة .

وأما قوله : " إن الذين توفاهم الملائكة " ، ففيه وجهان :

أحدهما : أن يكون "توفاهم" في موضع نصب ، بمعنى المضي ، لأن "فعل" منصوبة في كل حال . [ ص: 112 ]

والآخر : أن يكون في موضع رفع بمعنى الاستقبال ، يراد به : إن الذين تتوفاهم الملائكة ، فتكون إحدى "التاءين" من "توفاهم" محذوفة وهي مرادة في الكلمة ، لأن العرب تفعل ذلك ، إذا اجتمعت تاءان في أول الكلمة ، ربما حذفت إحداهما وأثبتت الأخرى ، وربما أثبتتهما جميعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية