[ ص: 190 ] القول في تأويل قوله (
ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ( 107 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ولا تجادل يا
محمد ، فتخاصم "
عن الذين يختانون أنفسهم " ، يعني : يخونون أنفسهم ، يجعلونها خونة بخيانتهم ما خانوا من أموال من خانوه ماله ، وهم
بنو أبيرق . يقول : لا تخاصم عنهم من يطالبهم بحقوقهم وما خانوه فيه من أموالهم "
إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما " ، يقول : إن الله لا يحب من كان من صفته خيانة الناس في أموالهم ، وركوب الإثم في ذلك وغيره مما حرمه الله عليه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل : وقد تقدم ذكر الرواية عنهم .
10418 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : "
ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " ، قال : اختان رجل عما له درعا ، فقذف بها يهوديا كان يغشاهم ، فجادل عم الرجل قومه ، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره . ثم لحق بأرض الشرك ، فنزلت فيه : "
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى " الآية .