[ ص: 206 ] القول في
تأويل قوله ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ( 116 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : إن الله لا يغفر
لطعمة إذ أشرك ومات على شركه بالله ، ولا لغيره من خلقه بشركهم وكفرهم به "
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، يقول : ويغفر ما دون الشرك بالله من الذنوب لمن يشاء . يعني بذلك جل ثناؤه : أن
طعمة لولا أنه أشرك بالله ومات على شركه ، لكان في مشيئة الله على ما سلف من خيانته ومعصيته ، وكان إلى الله أمره في عذابه والعفو عنه وكذلك حكم كل من اجترم جرما ، فإلى الله أمره ، إلا أن يكون جرمه شركا بالله وكفرا ، فإنه ممن حتم عليه أنه من أهل النار إذا مات على شركه ، فأما إذا مات على شركه ، فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في ذلك بما : -
10429 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، يقول : من يجتنب الكبائر من المسلمين .
وأما قوله : "
ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " ، فإنه يعني : ومن يجعل لله في عبادته شريكا ، فقد ذهب عن طريق الحق وزال عن قصد السبيل ،
[ ص: 207 ] ذهابا بعيدا وزوالا شديدا ، وذلك أنه بإشراكه بالله في عبادته قد أطاع الشيطان وسلك طريقه ، وترك طاعة الله ومنهاج دينه . فذاك هو الضلال البعيد والخسران المبين .