القول في تأويل قوله (
وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ( 129 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : وإن تصلحوا أعمالكم ، أيها الناس ، فتعدلوا في قسمكم بين أزواجكم ، وما فرض الله لهن عليكم من النفقة والعشرة بالمعروف ، فلا تجوروا في ذلك وتتقوا يقول : وتتقوا الله في الميل الذي نهاكم
[ ص: 293 ] عنه ، بأن تميلوا لإحداهن على الأخرى ، فتظلموها حقها مما أوجبه الله لها عليكم
فإن الله كان غفورا يقول : فإن الله يستر عليكم ما سلف منكم من ميلكم وجوركم عليهن قبل ذلك ، بتركه عقوبتكم عليه ، ويغطي ذلك عليكم بعفوه عنكم ما مضى منكم في ذلك قبل رحيما يقول : وكان رحيما بكم ، إذ تاب عليكم ، فقبل توبتكم من الذي سلف منكم من جوركم في ذلك عليهن ، وفي ترخيصه لكم الصلح بينكم وبينهن ، بصفحهن عن حقوقهن لكم من القسم على أن لا يطلقن .