[ ص: 378 ] القول في تأويل قوله (
بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ( 158 ) )
قال
أبو جعفر : أما قوله جل ثناؤه : "
بل رفعه الله إليه " ، فإنه يعني : بل رفع الله المسيح إليه . يقول : لم يقتلوه ولم يصلبوه ، ولكن الله رفعه إليه فطهره من الذين كفروا .
وقد بينا كيف كان رفع الله إياه إليه فيما مضى ، وذكرنا اختلاف المختلفين في ذلك ، والصحيح من القول فيه بالأدلة الشاهدة على صحته ، بما أغنى عن إعادته .
وأما قوله : "
وكان الله عزيزا حكيما " ، فإنه يعني : ولم يزل الله منتقما من أعدائه ، كانتقامه من الذين أخذتهم الصاعقة بظلمهم ، وكلعنه الذين قص قصتهم بقوله : "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله""حكيما" ، يقول : ذا حكمة في تدبيره وتصريفه خلقه في قضائه . يقول : فاحذروا أيها السائلون
محمدا أن ينزل عليكم كتابا من السماء ، من حلول عقوبتي بكم ، كما حل بأوائلكم الذين فعلوا فعلكم ، في تكذيبهم رسلي وافترائهم على أوليائي ، وقد : -
10793 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
محمد بن إسحاق بن أبي سارة الرؤاسي ، عن
الأعمش ، عن
المنهال ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : "
وكان الله عزيزا حكيما " ، قال : معنى ذلك : أنه كذلك .