القول في تأويل قوله (
وأتممت عليكم نعمتي )
قال
أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بذلك : وأتممت نعمتي ، أيها المؤمنون ، بإظهاركم على عدوي وعدوكم من المشركين ، ونفيي إياهم عن بلادكم ، وقطعي طمعهم من رجوعكم وعودكم إلى ما كنتم عليه من الشرك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
11088 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله قال : حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قال : كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا ، فلما نزلت"براءة" ، فنفى المشركين عن البيت ، وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام
[ ص: 522 ] أحد من المشركين ، فكان ذلك من تمام النعمة : "وأتممت عليكم نعمتي" .
11089 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " الآية ، ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
عرفة ، يوم جمعة ، حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام ، وأخلص للمسلمين حجهم .
11090 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
ابن إدريس قال : حدثنا
داود ، عن
الشعبي قال : نزلت هذه الآية
بعرفات ، حيث هدم منار الجاهلية واضمحل الشرك ، ولم يحج معهم في ذلك العام مشرك .
11091 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : حدثنا
عبد الأعلى قال : حدثنا
داود ، عن
عامر في هذه الآية : "
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " ، قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف
بعرفات ، وقد أطاف به الناس ، وتهدمت منار الجاهلية ومناسكهم ، واضمحل الشرك ، ولم يطف حول البيت عريان ، فأنزل الله : "
اليوم أكملت لكم دينكم " .
11092 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
داود ، عن
الشعبي ، بنحوه .