القول في تأويل قوله عز ذكره (
فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لعلماء
اليهود وأحبارهم : لا تخشوا الناس في تنفيذ حكمي الذي حكمت به على عبادي ، وإمضائه عليهم على ما أمرت ، فإنهم لا يقدرون لكم على ضر ولا نفع إلا بإذني ، ولا تكتموا الرجم الذي جعلته حكما في التوراة على الزانيين المحصنين ، ولكن اخشوني دون كل أحد من خلقي ، فإن النفع والضر بيدي ، وخافوا عقابي في كتمانكم ما استحفظتم من كتابي . كما : -
12019 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن المفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
فلا تخشوا الناس واخشون " ، يقول : لا تخشوا الناس فتكتموا ما أنزلت .
وأما قوله : "
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا " يقول : ولا تأخذوا بترك الحكم بآيات كتابي الذي أنزلته على
موسى أيها الأحبار عوضا خسيسا وذلك هو " الثمن القليل " .
[ ص: 345 ] وإنما أراد تعالى ذكره ، نهيهم عن أكل السحت على تحريفهم كتاب الله ، وتغييرهم حكمه عما حكم به في الزانيين المحصنين ، وغير ذلك من الأحكام التي بدلوها طلبا منهم للرشى ، كما : -
12020 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد في قوله : "
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا " ، قال : لا تأكلوا السحت على كتابي ، وقال مرة أخرى ، قال قال
ابن زيد في قوله : "ولا تشتروا بآياتي ثمنا " قال : لا تأخذوا به رشوة .
12021 - حدثنا
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن المفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا " ، ولا تأخذوا طمعا قليلا على أن تكتموا ما أنزلت .