القول في تأويل قوله عز ذكره (
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( 44 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ومن كتم حكم الله الذي أنزله في كتابه وجعله حكما بين عباده ، فأخفاه وحكم بغيره ، كحكم اليهود في الزانيين المحصنين بالتجبيه والتحميم ، وكتمانهم الرجم ، وكقضائهم في بعض قتلاهم بدية كاملة وفي بعض بنصف الدية ، وفي الأشراف بالقصاص ، وفي الأدنياء بالدية ، وقد سوى الله بين جميعهم في الحكم عليهم في التوراة "فأولئك هم الكافرون " ، يقول :
[ ص: 346 ] هؤلاء الذين لم يحكموا بما أنزل الله في كتابه ، ولكن بدلوا وغيروا حكمه ، وكتموا الحق الذي أنزله في كتابه "هم الكافرون " ، يقول : هم الذين ستروا الحق الذي كان عليهم كشفه وتبيينه ، وغطوه عن الناس ، وأظهروا لهم غيره ، وقضوا به ، لسحت أخذوه منهم عليه .
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل " الكفر " في هذا الموضع .
فقال بعضهم بنحو ما قلنا في ذلك ، من أنه عنى به اليهود الذين حرفوا كتاب الله وبدلوا حكمه .
ذكر من قال ذلك :
12022 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3501926عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) [ سورة المائدة : 45 ] ، ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) [ سورة المائدة : 47 ] ، في الكافرين كلها .
12023 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
إسحاق قال ، حدثنا
محمد بن القاسم قال ، حدثنا
أبو حيان ، عن
أبي صالح قال : الثلاث الآيات التي في"المائدة " ، "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (
فأولئك هم الظالمون ) ، (
فأولئك هم الفاسقون ) ، ليس في أهل الإسلام منها شيء ، هي في الكفار .
[ ص: 347 ] 12024 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان ، عن
الضحاك : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، و"الظالمون " و"الفاسقون " ، قال : نزلت هؤلاء الآيات في أهل الكتاب .
12025 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا
المعتمر بن سليمان قال ، سمعت
عمران بن حدير قال ، أتى
أبا مجلز ناس من
بني عمرو بن سدوس ، فقالوا : يا
أبا مجلز ، أرأيت قول الله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، أحق هو؟ قال : نعم ! قالوا : (
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) ، أحق هو ؟ قال : نعم ! قالوا : (
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) ، أحق هو؟ قال : نعم! قال فقالوا : يا
أبا مجلز ، فيحكم هؤلاء بما أنزل الله ؟ قال : هو دينهم الذي يدينون به ، وبه يقولون ، وإليه يدعون ، فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنبا ! فقالوا : لا والله ، ولكنك تفرق ! قال : أنتم أولى بهذا مني! لا أرى ، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تحرجون ، ولكنها أنزلت في
اليهود والنصارى وأهل الشرك أو نحوا من هذا .
12026 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
حجاج قال ، حدثنا
حماد ، عن
عمران بن حدير قال : قعد إلى
أبي مجلز نفر من
الإباضية ، قال فقالوا له : يقول الله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، "فأولئك هم الظالمون " ، "فأولئك هم الفاسقون"! قال
أبو مجلز : إنهم يعملون بما يعلمون يعني الأمراء ويعلمون أنه ذنب! قال : وإنما أنزلت هذه الآية في
اليهود !
والنصارى قالوا :
[ ص: 348 ] أما والله إنك لتعلم مثل ما نعلم ، ولكنك تخشاهم! قال : أنتم أحق بذلك منا! أما نحن فلا نعرف ما تعرفون! [ قالوا ] : ولكنكم تعرفونه ، ولكن يمنعكم أن تمضوا أمركم من خشيتهم!
[ ص: 349 ] 12027 - حدثنا
ابن بشار قال ، حدثنا
عبد الرحمن قال ، حدثنا
سفيان ، وحدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
أبي البختري ، عن
حذيفة في قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل ، إن كانت لكم كل حلوة ، ولهم كل مرة!! ولتسلكن طريقهم قدى الشراك .
[ ص: 350 ] 12028 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان ، عن
الضحاك : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، و"الظالمون " و"الفاسقون " ، قال : نزلت هؤلاء الآيات في أهل الكتاب .
12029 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
أبي البختري قال : قيل
لحذيفة : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، ثم ذكر نحو حديث
ابن بشار ، عن
عبد الرحمن .
12030 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
الثوري ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
أبي البختري قال : سأل رجل
حذيفة عن هؤلاء الآيات : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، "فأولئك هم الظالمون" " فأولئك هم الفاسقون " ، قال فقيل : ذلك في بني إسرائيل؟ قال : نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل ، إن كانت لهم كل مرة ، ولكم كل حلوة ! كلا والله ، لتسلكن طريقهم قدى الشراك .
[ ص: 351 ] 12031 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
الثوري ، عن رجل ، عن
عكرمة قال : هؤلاء الآيات في أهل الكتاب .
12032 - حدثنا
بشر بن معاذ قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، ذكر لنا أن هؤلاء الآيات أنزلت في قتيل
اليهود الذي كان منهم .
12033 - حدثنا
القاسم قال ، حدثنا
الحسين قال ، حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عكرمة قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، و"الظالمون " ، و"الفاسقون " ، لأهل الكتاب كلهم ، لما تركوا من كتاب الله .
12034 - حدثنا
القاسم قال ، حدثنا
الحسين قال ، حدثني
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810456مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود ، فدعاهم فقال : هكذا تجدون حد من زنى؟ قالوا : نعم ! فدعا رجلا من علمائهم فقال : أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى ، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال : لا ، ولولا أنك أنشدتني بهذا لم أخبرك ، نجد حده في كتابنا الرجم ، ولكنه كثر في أشرافنا ، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد ، فقلنا : تعالوا فلنجتمع جميعا على التحميم والجلد مكان الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أول من أحيى أمرك إذ أماتوه! فأمر به فرجم ، فأنزل الله : " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " إلى قوله : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، يعني اليهود : " فأولئك هم الظالمون " ، يعني اليهود : " فأولئك هم الفاسقون " ، للكفار كلها .
[ ص: 352 ] 12035 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال ، أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : من حكم بكتابه الذي كتب بيده ، وترك كتاب الله ، وزعم أن كتابه هذا من عند الله ، فقد كفر .
12036 - حدثنا
هناد قال ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو حديث
القاسم ، عن
الحسن ، غير أن
هنادا قال في حديثه : فقلنا : تعالوا فلنجتمع في شيء نقيمه على الشريف والضعيف ، فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم - وسائر الحديث نحو حديث القاسم .
12037 - حدثنا
الربيع قال ، حدثنا
ابن وهب قال ، حدثنا
ابن أبي الزناد ، عن أبيه قال : كنا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، فذكر رجل عنده : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ، فقال
عبيد الله : أما والله إن كثيرا من الناس يتأولون هؤلاء الآيات على ما لم ينزلن عليه ، وما أنزلن إلا في حيين من يهود . ثم قال : هم
قريظة والنضير ، وذلك أن إحدى الطائفتين كانت قد غزت الأخرى وقهرتها قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة ، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة ، فديته خمسون وسقا ، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة ، فديته مائة وسق . فأعطوهم فرقا وضيما . فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك ، فذلت الطائفتان بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يظهر عليهما . فبينا هما على
[ ص: 353 ] ذلك ، أصابت الذليلة من العزيزة قتيلا فقالت العزيزة : أعطونا مائة وسق ! فقالت الذليلة : وهل كان هذا قط في حيين دينهما واحد ، وبلدهما واحد ، دية بعضهم ضعف دية بعض ! إنما أعطيناكم هذا فرقا منكم وضيما ، فاجعلوا بيننا وبينكم
محمدا صلى الله عليه وسلم . فتراضيا على أن يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم بينهم . ثم إن العزيزة تذاكرت بينها ، فخشيت أن لا يعطيها النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابها ضعف ما تعطي أصحابها منها ، فدسوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إخوانهم من المنافقين ، فقالوا لهم : اخبروا لنا رأي
محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن أعطانا ما نريد حكمناه ، وإن لم يعطنا حذرناه ولم نحكمه ! فذهب المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعلم الله تعالى ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ما أرادوا من ذلك الأمر كله قال
عبيد الله : فأنزل الله تعالى ذكره فيهم : "
يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " ، هؤلاء الآيات كلهن ، حتى بلغ : "
وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه " إلى"الفاسقون " قرأ عبيد الله ذلك آية آية ، وفسرها على ما أنزل ، حتى فرغ [ من ] تفسير ذلك لهم في الآيات . ثم قال : إنما عنى بذلك يهود ، وفيهم أنزلت هذه الصفة .
وقال بعضهم : عنى ب"الكافرين " ، أهل الإسلام ، وب "الظالمين "
اليهود ، وب "الفاسقين "
النصارى .
ذكر من قال ذلك :
12038 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
زكريا ، عن
عامر قال : نزلت "الكافرون " في المسلمين ، و"الظالمون " في
اليهود ، و"الفاسقون " في
النصارى .
[ ص: 354 ] 12039 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
ابن يمان ، عن
سفيان ، عن
ابن أبي السفر ، عن
الشعبي ، قال : "الكافرون " ، في المسلمين ، و"الظالمون " في
اليهود ، و"الفاسقون " ، في
النصارى .
12040 - حدثنا
ابن وكيع وأبو السائب وواصل بن عبد الأعلى قالوا : حدثنا
ابن فضيل ، عن
ابن شبرمة ، عن
الشعبي قال : آية فينا ، وآيتان في أهل الكتاب : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " فينا ، وفيهم : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، و"الفاسقون " في أهل الكتاب .
12041 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
جابر ، عن
عامر ، مثل حديث
زكريا عنه .
12042 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال ، حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث قال ، حدثنا
شعبة ، عن
ابن أبي السفر ، عن
الشعبي : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : هذا في المسلمين "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ، قال : النصارى .
12043 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا
هشيم قال ، أخبرنا
زكريا بن أبي زائدة ، عن
الشعبي قال ، في هؤلاء الآيات التي في"المائدة" : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : فينا أهل الإسلام "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، قال : في اليهود "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ، قال : في النصارى .
12044 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال ، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي قال ، حدثنا
سفيان ، عن
زكريا بن أبي زائدة ، عن
الشعبي في قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : نزلت الأولى في المسلمين ، والثانية في
اليهود ، والثالثة في
النصارى .
[ ص: 355 ] 12045 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
الثوري ، عن
زكريا ، عن
الشعبي ، بنحوه .
12046 - حدثنا
هناد قال ، حدثنا
يعلى ، عن
زكريا ، عن
عامر ، بنحوه .
وقال آخرون : بل عنى بذلك : كفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسق دون فسق .
ذكر من قال ذلك :
12047 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال ، حدثنا
عبد الرحمن قال ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ، قال : كفر دون كفر ، وفسق دون فسق ، وظلم دون ظلم .
12048 - حدثنا
ابن بشار قال ، حدثنا
عبد الرحمن قال ، حدثنا
حماد بن سلمة ، عن
أيوب ، عن
عطاء ، مثله .
12049 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
الحجاج قال ، حدثنا
حماد ، عن
أيوب بن أبي تميمة ، عن
عطاء بن أبي رباح ، بنحوه .
12050 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، بنحوه .
12051 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، بنحوه .
12052 - حدثنا
هناد قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وحدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
سعيد المكي ، عن
طاوس : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : ليس بكفر ينقل عن الملة .
12053 - حدثنا
هناد قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وحدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بن راشد ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، عن
ابن [ ص: 356 ] عباس : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : هي به كفر ، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله .
12054 - حدثني
الحسن قال ، حدثنا
أبو أسامة ، عن
سفيان ، عن
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه قال : قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس في هذه الآيات : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله " ، فمن فعل هذا فقد كفر ؟ قال
ابن عباس : إذا فعل ذلك فهو به كفر ، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر ، وبكذا وكذا .
12055 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه قال : سئل
ابن عباس عن قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال هي به كفر قال :
ابن طاوس : وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله .
12056 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
الثوري ، عن رجل ، عن
طاوس : " فأولئك هم الكافرون " ، قال : كفر لا ينقل عن الملة قال وقال
عطاء : كفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسق دون فسق .
وقال آخرون : بل نزلت هذه الآيات في أهل الكتاب ، وهى مراد بها جميع الناس ، مسلموهم وكفارهم .
ذكر من قال ذلك :
12057 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
الثوري ، عن
منصور ، عن
إبراهيم قال : نزلت هذه الآيات في بني إسرائيل ، ورضي لهذه الأمة بها .
[ ص: 357 ] 12058 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : نزلت في بني إسرائيل ، ورضي لكم بها .
12059 - حدثنا
ابن بشار قال ، حدثنا
عبد الرحمن قال ، حدثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم في هذه الآية : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : نزلت في بني إسرائيل ، ثم رضي بها لهؤلاء .
12060 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون قال ، أخبرنا
هشيم ، عن
عوف ، عن
الحسن في قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : نزلت في
اليهود ، وهي علينا واجبة .
12061 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا
هشيم قال ، أخبرنا
عبد الملك بن أبي سليمان ، عن
سلمة بن كهيل ، عن
علقمة ومسروق : أنهما سألا
ابن مسعود عن الرشوة ، فقال : من السحت . قال فقالا : أفي الحكم؟ قال : ذاك الكفر! ثم تلا هذه الآية : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " .
12062 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن مفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله " ، يقول : ومن لم يحكم بما أنزلت ، فتركه عمدا وجار وهو يعلم ، فهو من الكافرين .
وقال آخرون : معنى ذلك : ومن لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به . فأما " الظلم " و" الفسق " ، فهو للمقر به .
ذكر من قال ذلك :
12063 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
عبد الله بن صالح قال ، حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ، قال : من جحد ما أنزل الله فقد كفر . ومن أقر به ولم يحكم ، فهو ظالم فاسق .
[ ص: 358 ] قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، قول من قال : نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب ، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت ، وهم المعنيون بها . وهذه الآيات سياق الخبر عنهم ، فكونها خبرا عنهم أولى .
فإن قال قائل : فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله ، فكيف جعلته خاصا؟
قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين ، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم ، على سبيل ما تركوه ، كافرون . وكذلك القول في
كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به ، هو بالله كافر ، كما قال
ابن عباس ، لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه ، نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي .