القول في تأويل قوله (
انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ( 75 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : انظر يا
محمد ، كيف نبين لهؤلاء الكفرة من
اليهود والنصارى "الآيات " ، وهي
الأدلة ، والأعلام والحجج على بطول ما يقولون في أنبياء الله ، وفي فريتهم على الله ، وادعائهم له ولدا ، وشهادتهم لبعض خلقه بأنه لهم رب وإله ، ثم لا يرتدعون عن كذبهم وباطل قيلهم ، ولا ينزجرون عن فريتهم على ربهم وعظيم جهلهم ، مع ورود الحجج القاطعة عذرهم عليهم . يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه
[ ص: 486 ] وسلم : "ثم انظر " ، يا
محمد "أنى يؤفكون " ، يقول : ثم انظر ، مع تبييننا لهم آياتنا على بطول قولهم ، أي وجه يصرفون عن بياننا الذي نبينه لهم؟ وكيف عن الهدى الذي نهديهم إليه من الحق يضلون؟
والعرب تقول لكل مصروف عن شيء : "هو مأفوك عنه" . يقال : "قد أفكت فلانا عن كذا " ، أي : صرفته عنه ، "فأنا آفكه أفكا ، وهو مأفوك" . و"قد أفكت الأرض " ، إذا صرف عنها المطر .