القول في
تأويل قوله ( متاعا لكم وللسيارة )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " متاعا لكم " منفعة لمن كان منكم مقيما أو حاضرا في بلده ، يستمتع بأكله وينتفع به " وللسيارة " يقول : ومنفعة أيضا ومتعة للسائرين من أرض إلى أرض ، ومسافرين يتزودونه في سفرهم مليحا .
و " السيارة " جمع " سيار " .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
12731 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
هشيم قال : أخبرني
أبو إسحاق ، عن
عكرمة أنه قال في قوله : "
متاعا لكم وللسيارة " قال : لمن كان بحضرة البحر ، " وللسيارة " السفر .
12732 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة في قوله : "
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " ما قذف البحر ، وما يتزودون في أسفارهم من هذا المالح يتأولها على هذا .
12733 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
جامع عن
حماد قال : حدثنا
[ ص: 72 ] nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : "
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " مملوح السمك ، ما يتزودون في أسفارهم .
12734 - حدثنا
سليمان بن عمر بن خالد الرقي قال : حدثنا
مسكين بن بكير قال : حدثنا
عبد السلام بن حبيب النجاري ، عن
الحسن في قوله : " وللسيارة " قال : هم المحرمون .
12735 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " أما " طعامه " فهو المالح منه ، بلاغ يأكل منه السيار في الأسفار .
12736 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
أبو صالح قال : حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : "
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " قال : " طعامه " مالحه ، وما قذف البحر منه ، يتزوده المسافر وقال مرة أخرى : مالحه ، وما قذف البحر . فمالحه يتزوده المسافر .
12737 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : "
وطعامه متاعا لكم وللسيارة " يعني : المالح يتزوده .
[ ص: 73 ]
وكان
مجاهد يقول في ذلك بما : -
12738 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
وطعامه متاعا لكم " قال : أهل القرى "
وللسيارة " أهل الأمصار .
12739 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد قوله : "
متاعا لكم " قال : لأهل القرى "
وللسيارة " قال : أهل الأمصار ، والحيتان للناس كلهم .
وهذا الذي قاله
مجاهد : من أن " السيارة " هم أهل الأمصار ، لا وجه له مفهوم ، إلا أن يكون أراد بقوله : " هم أهل الأمصار " هم المسافرون من أهل الأمصار ، فيجب أن يدخل في ذلك كل سيارة ، من أهل الأمصار كانوا أو من أهل القرى . فأما " السيارة " فلا نعقله : المقيمون في أمصارهم .