[ ص: 34 ] القول في تأويل
قوله تعالى ( ولا يؤخذ منها عدل )
قال
أبو جعفر : و" العدل " - في كلام العرب بفتح العين - : الفدية ، كما : -
881 - حدثنا به
المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا
آدم ، قال : حدثنا
أبو جعفر ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : (
ولا يؤخذ منها عدل ) قال : يعني فداء .
882 - حدثني
موسى بن هارون ، قال : حدثنا
عمرو بن حماد ، قال : حدثنا
أسباط بن نصر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
ولا يؤخذ منها عدل ) أما عدل : فيعدلها من العدل ، يقول : لو جاءت بملء الأرض ذهبا تفتدي به ما تقبل منها .
883 - حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
معمر عن
قتادة في قوله : (
ولا يؤخذ منها عدل ) قال : لو جاءت بكل شيء لم يقبل منها .
884 - حدثنا
القاسم بن الحسن ، قال : حدثنا
حسين ، قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال
مجاهد : قال
ابن عباس : (
ولا يؤخذ منها عدل ) قال : بدل ، والبدل : الفدية .
885 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : (
ولا يؤخذ منها عدل ) قال : لو أن لها ملء الأرض ذهبا لم يقبل منها فداء قال : ولو جاءت بكل شيء لم يقبل منها .
886 - وحدثني
نجيح بن إبراهيم ، قال : حدثنا
علي بن حكيم ، قال : حدثنا
حميد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس الملائي ، عن رجل من
بني أمية - من
أهل الشام أحسن عليه الثناء - ، قال :
قيل يا رسول الله ما العدل ؟ قال : العدل : الفدية .
[ ص: 35 ] وإنما قيل للفدية من الشيء والبدل منه " عدل " ، لمعادلته إياه وهو من غير جنسه ; ومصيره له مثلا من وجه الجزاء ، لا من وجه المشابهة في الصورة والخلقة ، كما قال جل ثناؤه : (
وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ) [ الأنعام : 70 ] بمعنى : وإن تفد كل فدية لا يؤخذ منها . يقال منه : " هذا عدله وعديله " . وأما " العدل " بكسر العين ، فهو مثل الحمل المحمول على الظهر ، يقال من ذلك : " عندي غلام عدل غلامك ، وشاة عدل شاتك " - بكسر العين - ، إذا كان غلام يعدل غلاما ، وشاة تعدل شاة . وكذلك ذلك في كل مثل للشيء من جنسه . فإذا أريد أن عنده قيمته من غير جنسه نصبت العين فقيل : " عندي عدل شاتك من الدراهم " . وقد ذكر عن بعض العرب أنه يكسر العين من " العدل " الذي هو بمعنى الفدية لمعادلة ما عادله من جهة الجزاء ، وذلك لتقارب معنى العدل والعدل عندهم ، فأما واحد " الأعدال " فلم يسمع فيه إلا " عدل " بكسر العين .