القول في تأويل قوله (
قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، قل يا
محمد : لا يعتدل الرديء والجيد ، والصالح والطالح ، والمطيع والعاصي ولو أعجبك كثرة الخبيث " يقول : لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله ، ولو كثر أهل المعاصي فعجبت من كثرتهم ، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قلوا ، دون أهل معصيته وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا .
يقول - تعالى ذكره - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : فلا تعجبن من كثرة من يعصي الله فيمهله ولا يعاجله بالعقوبة ، فإن العقبى الصالحة لأهل طاعة الله عنده دونهم ، كما : -
[ ص: 97 ]
12793 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، "
لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث " قال : الخبيث ، هم المشركون ، و " الطيب " هم المؤمنون .
وهذا الكلام وإن كان مخرجه مخرج الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فالمراد به بعض أتباعه ، يدل على ذلك قوله : "
فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون "