القول في تأويل قوله (
قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ( 102 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : قد سأل الآيات قوم من قبلكم ، فلما آتاهموها الله أصبحوا بها جاحدين ، منكرين أن تكون دلالة على حقيقة ما احتج بها عليهم ، وبرهانا على صحة ما جعلت برهانا على تصحيحه
كقوم صالح الذين سألوا الآية ، فلما جاءتهم الناقة آية عقروها وكالذين سألوا
عيسى مائدة تنزل عليهم من السماء ، فلما أعطوها كفروا بها ، وما أشبه ذلك .
فحذر الله تعالى المؤمنين بنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يسلكوا سبيل من قبلهم من الأمم التي هلكت بكفرهم بآيات الله لما جاءتهم عند مسألتهموها ، فقال لهم : لا تسألوا الآيات ، ولا تبحثوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ، فقد سأل الآيات من قبلكم قوم ، فلما أوتوها أصبحوا بها كافرين ، كالذي : -
[ ص: 116 ]
12817 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال; حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : "
يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت
النصارى من المائدة ، فأصبحوا بها كافرين ، فنهى الله عن ذلك .
12818 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
قد سألها قوم من قبلكم " قد سأل الآيات قوم من قبلكم ، وذلك حين قيل له : غير لنا
الصفا ذهبا .