[ ص: 138 ] القول في تأويل قوله (
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - :
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم فأصلحوها ، واعملوا في خلاصها من عقاب الله - تعالى ذكره - ، وانظروا لها فيما يقربها من ربها ، فإنه "
لا يضركم من ضل " يقول : لا يضركم من كفر وسلك غير سبيل الحق ، إذا أنتم اهتديتم وآمنتم بربكم ، وأطعتموه فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ، فحرمتم حرامه وحللتم حلاله .
ونصب قوله : " أنفسكم " بالإغراء ، والعرب تغري من الصفات ب " عليك " و " عندك " و " دونك " و " إليك " .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك .
فقال بعضهم معناه : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم يقبل منكم .
ذكر من قال ذلك :
12848 - حدثنا
سوار بن عبد الله قال : حدثنا أبي قال : حدثنا
أبو الأشهب ، عن
الحسن : أن هذه الآية قرئت على
ابن مسعود : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال
ابن مسعود : " ليس هذا بزمانها ، قولوها ما قبلت منكم ، فإذا ردت عليكم فعليكم أنفسكم " .
[ ص: 139 ]
12849 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
أبو أسامة ، عن
أبي الأشهب ، عن
الحسن قال : ذكر عند
ابن مسعود " يا أيها الذين آمنوا " ثم ذكر نحوه .
12850 - حدثنا
يعقوب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
يونس ، عن
الحسن قال : قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود : ألم يقل الله : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ؟ قال : ليس هذا بزمانها ، قولوها ما قبلت منكم ، فإذا ردت عليكم فعليكم أنفسكم .
12851 - حدثنا
الحسن بن عرفة قال : حدثنا
شبابة بن سوار قال : حدثنا
الربيع بن صبيح ، عن
سفيان بن عقال قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه ، فإن الله - تعالى ذكره - يقول : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ؟ فقال
ابن عمر : إنها ليست لي ولا لأصحابي ، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810480 " ألا فليبلغ الشاهد الغائب " ، فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ، ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا ، إن قالوا لم يقبل منهم .
[ ص: 140 ]
12852 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12235أحمد بن المقدام قال : حدثنا
المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي قال : حدثنا
قتادة ، عن
أبي مازن قال : انطلقت على عهد
عثمان إلى
المدينة ، فإذا قوم من المسلمين جلوس ، فقرأ أحدهم هذه الآية : "
عليكم أنفسكم " فقال أكثرهم : لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم .
12853 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
عمرو بن عاصم قال : حدثنا
المعتمر ، عن أبيه ، عن
قتادة ، عن
أبي مازن ، بنحوه .
12854 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
محمد بن جعفر وأبو عاصم قالا حدثنا
عوف ، عن
سوار بن شبيب قال : كنت عند
ابن عمر ، إذ أتاه رجل جليد في العين ، شديد اللسان ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، نحن ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه ، وكلهم مجتهد لا يألو ، وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة ، وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك! فقال رجل من القوم : وأي دناءة تريد ، أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك! قال : فقال الرجل : إني لست إياك أسأل ، أنا أسأل الشيخ! فأعاد على عبد الله
[ ص: 141 ] الحديث ، فقال
عبد الله بن عمر : لعلك ترى لا أبالك ، إني سآمرك أن تذهب أن تقتلهم! عظهم وانههم ، فإن عصوك فعليك بنفسك ، فإن الله تعالى يقول : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون " .
12855 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
الحسن : أن
ابن مسعود سأله رجل عن قوله : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : إن هذا ليس بزمانها ، إنها اليوم مقبولة ، ولكنه قد أوشك أن يأتي زمان تأمرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا أو قال : فلا يقبل منكم فحينئذ : عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل " .
12856 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، عن رجل قال : كنت في خلافة
عثمان بالمدينة ، في حلقة ، فيهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا فيهم شيخ يسندون إليه ، فقرأ رجل :
[ ص: 142 ] "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال الشيخ : إنما تأويلها آخر الزمان .
12857 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : حدثنا
أبو مازن ، رجل من صالحي
الأزد من
بني الحدان ، قال : انطلقت في حياة
عثمان إلى
المدينة ، فقعدت إلى حلقة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقرأ رجل من القوم هذه الآية "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال فقال رجل من أسن القوم : دع هذه الآية ، فإنما تأويلها في آخر الزمان .
12858 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثنا
ابن فضالة ، عن
معاوية بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير قال : كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإني لأصغر القوم ، فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقلت أنا : أليس الله يقول في كتابه : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ؟ فأقبلوا علي بلسان واحد وقالوا : أتنتزع بآية من القرآن لا تعرفها ، ولا تدري ما تأويلها!! حتى تمنيت أني لم أكن تكلمت . ثم أقبلوا يتحدثون ، فلما حضر قيامهم قالوا : " إنك غلام
[ ص: 143 ] حدث السن ، وإنك نزعت بآية لا تدري ما هي ، وعسى أن تدرك ذلك الزمان ، إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ، لا يضرك من ضل إذا اهتديت .
12859 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
ليث بن هارون قال : حدثنا
إسحاق الرازي ، عن
أبي جعفر ، عن
الربيع بن أنس ، عن
أبي العالية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود في قوله : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون " قال : كانوا عند
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود جلوسا ، فكان بين رجلين ما يكون بين الناس ، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه ، فقال رجل من جلساء
عبد الله : ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر إلى جنبه : عليك بنفسك ، فإن الله تعالى يقول : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ! قال : فسمعها
ابن مسعود فقال : مه ، لما يجئ تأويل هذه بعد! إن القرآن أنزل حيث أنزل ، ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ، ومنه ما وقع تأويلهن
[ ص: 144 ] على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومنه آي وقع تأويلهن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسير ، ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ، ومنه آي يقع تأويلهن عند الساعة على ما ذكر من الساعة ، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب على ما ذكر من الحساب والجنة والنار ، فما دامت قلوبكم واحدة ، وأهواؤكم واحدة ، ولم تلبسوا شيعا ، ولم يذق بعضكم بأس بعض ، فأمروا وانهوا . فإذا اختلفت القلوب والأهواء ، وألبستم شيعا ، وذاق بعضكم بأس بعض ، فامرؤ ونفسه ، فعند ذلك جاء تأويل هذه الآية .
12860 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن
الربيع بن أنس ، عن
أبي العالية ، عن
ابن مسعود : أنه كان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس ، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه ، ثم ذكر نحوه .
12861 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12235أحمد بن المقدام قال : حدثنا
حرمي . . . . . . . . . قال : سمعت
الحسن يقول : تأول بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال بعض
[ ص: 145 ] أصحابه : دعوا هذه الآية ، فليست لكم .
12862 - حدثني
إسماعيل بن إسرائيل اللآل الرملي قال : حدثنا
أيوب بن سويد قال : حدثنا
عتبة بن أبي حكيم ، عن
عمرو بن جارية اللخمي ، عن
أبي أمية الشعباني قال : سألت
nindex.php?page=hadith&LINKID=810481أبا ثعلبة الخشني عن هذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " فقال : لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أبا ثعلبة ، ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، فإذا رأيت دنيا مؤثرة ، وشحا مطاعا ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك نفسك! إن من بعدكم أيام الصبر ، للمتمسك يومئذ بمثل الذي أنتم عليه كأجر خمسين عاملا! قالوا : يا رسول الله ، كأجر خمسين عاملا منهم؟ قال : لا كأجر خمسين عاملا منكم .
[ ص: 146 ]
12863 - حدثنا
علي بن سهل قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
ابن المبارك وغيره ، عن
عتبة بن أبي حكيم ، عن
عمرو بن جارية اللخمي ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=810482عن أبي أمية الشعباني قال : سألت أبا ثعلبة الخشني : كيف نصنع بهذه الآية : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ؟ فقال أبو ثعلبة : سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخويصة نفسك ، وذر عوامهم ، فإن وراءكم أياما أجر العامل فيها كأجر خمسين منكم .
وقال آخرون : معنى ذلك أن العبد إذا عمل بطاعة الله لم يضره من ضل بعده وهلك .
[ ص: 147 ]
ذكر من قال ذلك :
12864 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " يقول : إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته من الحلال والحرام ، فلا يضره من ضل بعد ، إذا عمل بما أمرته به .
12865 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " يقول : أطيعوا أمري ، واحفظوا وصيتي .
12866 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
ليث بن هارون قال : حدثنا
إسحاق الرازي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن
صفوان بن الجون قال : دخل عليه شاب من أصحاب الأهواء ، فذكر شيئا من أمره ، فقال
صفوان : ألا أدلك على خاصة الله التي خص بها أولياءه؟ "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " الآية .
12867 - حدثنا
عبد الكريم بن أبي عمير قال : حدثنا
أبو المطرف المخزومي قال : حدثنا
جويبر ، عن
الضحاك ، عن
ابن عباس قال : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " ما لم يكن سيف أو سوط .
[ ص: 148 ]
12868 - حدثنا
علي بن سهل قال : حدثنا
ضمرة بن ربيعة قال : تلا
الحسن هذه الآية : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال
الحسن : الحمد لله بها ، والحمد لله عليها ، ما كان مؤمن فيما مضى ، ولا مؤمن فيما بقي ، إلا وإلى جانبه منافق يكره عمله .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " فاعملوا بطاعة الله "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر .
ذكر من قال ذلك :
12869 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15738حكام بن سلم ، عن
عنبسة ، عن
سعد البقال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، لا يضرك من ضل إذا اهتديت .
12870 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
يحيى بن يمان ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11882أبي العميس ، عن
أبي البختري ، عن
حذيفة : "
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : إذا أمرتم ونهيتم .
12871 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وحدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن
ابن أبي خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال : قال
أبو بكر : تقرءون هذه الآية : "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإن الناس إذا رأوا الظالم قال
ابن وكيع فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمهم الله بعقابه .
[ ص: 149 ]
12872 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
جرير وابن فضيل ، عن
بيان ، عن
قيس قال : قال
أبو بكر : إنكم تقرءون هذه الآية : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإن القوم إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، يعمهم الله بعقابه .
12873 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
جرير ، عن
إسماعيل ، عن
قيس ، عن
أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر نحوه .
12874 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " يقول : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، قال
أبو بكر بن أبي قحافة : يا أيها الناس لا تغتروا بقول الله : "
عليكم أنفسكم " فيقول أحدكم : علي نفسي ، والله لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ، أو ليستعملن عليكم شراركم ، فليسومنكم سوء العذاب ، ثم ليدعوا الله خياركم ، فلا يستجيب لهم .
[ ص: 150 ]
12875 - حدثنا
أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا
ابن فضيل قال : حدثنا
بيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال : قال
أبو بكر وهو على المنبر : يا أيها الناس ، إنكم تقرءون هذه الآية على غير موضعها : "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، عمهم الله بعقابه .
12876 - حدثني
الحارث قال : حدثنا
عبد العزيز قال : حدثني
عيسى بن المسيب البجلي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقرأ هذه الآية : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501938إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه ، والظالم فلم يأخذوا على يديه ، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب .
12877 - حدثنا
الربيع قال : حدثنا
أسد بن موسى قال : حدثنا
سعيد بن سالم قال : حدثنا
منصور بن دينار ، عن
عبد الملك بن ميسرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال : صعد
أبو بكر المنبر منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ، إنكم لتتلون آية من كتاب الله وتعدونها رخصة ، والله ما أنزل الله في كتابه أشد منها : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ،
[ ص: 151 ] أو ليعمنكم الله منه بعقاب .
12878 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا
إسحاق بن إدريس قال : حدثنا
سعيد بن زيد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال : سمعت
nindex.php?page=hadith&LINKID=810483أبا بكر يقول وهو يخطب الناس : يا أيها الناس ، إنكم تقرءون هذه الآية ولا تدرون ما هي؟ : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه ، عمهم الله بعقاب .
وقال آخرون : بل معنى هذه الآية : لا يضركم من حاد عن قصد السبيل وكفر بالله من أهل الكتاب .
[ ص: 152 ]
ذكر من قال ذلك :
12879 - حدثني
يعقوب قال : حدثنا
هشيم ، عن
أبي بشر ، عن
سعيد بن جبير في قوله : "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : يعني من ضل من أهل الكتاب .
12880 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
محمد بن جعفر قال : حدثنا
شعبة ، عن
أبي بشر ، عن
سعيد بن جبير في هذه الآية : "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : أنزلت في أهل الكتاب .
وقال آخرون : عنى بذلك كل من ضل عن دين الله الحق .
ذكر من قال ذلك :
12881 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : كان الرجل إذا أسلم قالوا له : سفهت آباءك وضللتهم ، وفعلت وفعلت ، وجعلت آباءك كذا وكذا! كان ينبغي لك أن تنصرهم ، وتفعل!
فقال الله تعالى : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " .
قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال وأصح التأويلات عندنا بتأويل هذه الآية ، ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيها ، وهو : "
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " الزموا العمل بطاعة الله وبما أمركم به ، وانتهوا عما نهاكم الله عنه "
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " يقول : فإنه لا يضركم ضلال من ضل إذا أنتم لزمتم العمل بطاعة الله ، وأديتم فيمن ضل من الناس ما ألزمكم
[ ص: 153 ] الله به فيه ، من فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يركبه أو يحاول ركوبه ، والأخذ على يديه إذا رام ظلما لمسلم أو معاهد ومنعه منه فأبى النزوع عن ذلك ، ولا ضير عليكم في تماديه في غيه وضلاله ، إذا أنتم اهتديتم وأديتم حق الله - تعالى ذكره - فيه .
وإنما قلنا ذلك أولى التأويلات في ذلك بالصواب ، لأن الله - تعالى ذكره - أمر المؤمنين أن يقوموا بالقسط ، ويتعاونوا على البر والتقوى . ومن القيام بالقسط ، الأخذ على يد الظالم . ومن التعاون على البر والتقوى ، الأمر بالمعروف . وهذا مع ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولو كان للناس ترك ذلك ، لم يكن للأمر به معنى ، إلا في الحال التي رخص فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك ذلك ، وهي حال العجز عن القيام به بالجوارح الظاهرة ، فيكون مرخصا له تركه ، إذا قام حينئذ بأداء فرض الله عليه في ذلك بقلبه .
وإذا كان ما وصفنا من التأويل بالآية أولى ، فبين أنه قد دخل في معنى قوله : "
إذا اهتديتم " ما قاله
حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب من أن ذلك : " إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر " ومعنى ما رواه
أبو ثعلبة الخشني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .