[ ص: 285 ] القول في تأويل قوله (
قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ( 14 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : " قل " يا
محمد ، للذين يدعونك إلى اتخاذ الآلهة أولياء من دون الله ، ويحثونك على عبادتها : أغير الله فاطر السماوات والأرض ، وهو يرزقني وغيري ولا يرزقه أحد ، أتخذ وليا هو له عبد مملوك وخلق مخلوق؟ وقل لهم أيضا : إني أمرني ربي : "
أن أكون أول من أسلم " يقول : أول من خضع له بالعبودية ، وتذلل لأمره ونهيه ، وانقاد له من أهل دهري وزماني "
ولا تكونن من المشركين " يقول : وقل : وقيل لي : لا تكونن من المشركين بالله ، الذين يجعلون الآلهة والأنداد شركاء .
وجعل قوله : " أمرت " بدلا من : " قيل لي " لأن قوله " أمرت " معناه : " قيل لي " . فكأنه قيل : قل إني قيل لي : كن أول من أسلم ، ولا تكونن من المشركين فاجتزئ بذكر " الأمر " من ذكر " القول " إذ كان " الأمر " معلوما أنه " قول " .