[ ص: 289 ] القول في تأويل قوله (
قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل ، يا
محمد ، لهؤلاء المشركين الذين يكذبون ويجحدون نبوتك من قومك : أي شيء أعظم شهادة وأكبر؟ ثم أخبرهم بأن أكبر الأشياء شهادة : " الله " الذي لا يجوز أن يقع في شهادته ما يجوز أن يقع في شهادة غيره من خلقه من السهو والخطأ ، والغلط والكذب . ثم قل لهم : إن الذي هو أكبر الأشياء شهادة ، شهيد بيني وبينكم ، بالمحق منا من المبطل ، والرشيد منا في فعله وقوله من السفيه ، وقد رضينا به حكما بيننا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة أهل التأويل :
ذكر من قال ذلك :
13116 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله - تعالى ذكره - : "
أي شيء أكبر شهادة " قال : أمر
محمدا أن يسأل
قريشا ، ثم أمر أن يخبرهم فيقول : "
الله شهيد بيني وبينكم " .
13117 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، نحوه .