[ ص: 290 ] القول في تأويل قوله (
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل لهؤلاء المشركين الذين يكذبونك : "
الله شهيد بيني وبينكم " "
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به " عقابه ، وأنذر به من بلغه من سائر الناس غيركم إن لم ينته إلى العمل بما فيه ، وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، والإيمان بجميعه نزول نقمة الله به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13118 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ،
عن قتادة قوله : " أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : يا أيها الناس ، بلغوا ولو آية من كتاب الله ، فإنه من بلغه آية من كتاب الله ، فقد بلغه أمر الله ، أخذه أو تركه .
13119 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ،
عن قتادة في قوله : " لأنذركم به ومن بلغ " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : بلغوا عن الله ، فمن بلغه آية من كتاب الله ، فقد بلغه أمر الله .
13120 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وحدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي
[ ص: 291 ] عن
موسى بن عبيدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : "
لأنذركم به ومن بلغ " قال : من بلغه القرآن ، فكأنما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - . ثم قرأ : "
ومن بلغ أئنكم لتشهدون " .
13121 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
حميد بن عبد الرحمن ، عن
حسن بن صالح قال : سألت
ليثا : هل بقي أحد لم تبلغه الدعوة ؟ قال : كان
مجاهد يقول : حيثما يأتي القرآن فهو داع ، وهو نذير . ثم قرأ : "
لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون " .
13122 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
ومن بلغ " من أسلم من العجم وغيرهم .
13123 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
13124 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
خالد بن يزيد قال : حدثنا
أبو معشر ، عن
محمد بن كعب في قوله : "
لأنذركم به ومن بلغ " قال : من بلغه القرآن ، فقد أبلغه محمد - صلى الله عليه وسلم - .
13125 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : "
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به " يعني أهل مكة " ومن بلغ " يعني : ومن بلغه هذا القرآن ، فهو له نذير .
13126 - حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يحدث - لا أعلمه إلا عن
مجاهد - : أنه قال في قوله : "
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به : " العرب " ومن بلغ : " العجم .
13127 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال :
[ ص: 292 ] حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
لأنذركم به ومن بلغ " أما " من بلغ " فمن بلغه القرآن فهو له نذير .
13128 - حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : "
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " قال يقول : من بلغه القرآن فأنا نذيره . وقرأ :
يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [ سورة الأعراف : 158 ] . قال : فمن بلغه القرآن فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نذيره .
قال
أبو جعفر : فمعنى هذا الكلام : لأنذركم بالقرآن - أيها المشركون - وأنذر من بلغه القرآن من الناس كلهم .
ف " من " في موضع نصب بوقوع " أنذر " عليه " وبلغ " في صلته ، وأسقطت " الهاء " العائدة على " من " في قوله : " بلغ " لاستعمال العرب ذلك في صلات " من " و " ما " و " الذي " .