[ ص: 311 ] القول في تأويل قوله (
وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 26 ) )
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في
تأويل قوله : " وهم ينهون عنه وينأون عنه " .
فقال بعضهم : معناه : هؤلاء المشركون المكذبون بآيات الله ، ينهون الناس عن اتباع
محمد - صلى الله عليه وسلم - والقبول منه " وينأون عنه " يتباعدون عنه .
ذكر من قال ذلك :
13159 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث وهانئ بن سعيد ، عن
حجاج ، عن
سالم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12691ابن الحنفية : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : يتخلفون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يجيبونه ، وينهون الناس عنه .
13160 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال حدثني
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " يعني : ينهون الناس عن
محمد أن يؤمنوا به " وينأون عنه " يعني : يتباعدون عنه .
13161 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " أن يتبع
محمد ، ويتباعدون هم منه .
[ ص: 312 ]
13162 - حدثني
محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " يقول : لا يلقونه ، ولا يدعون أحدا يأتيه .
13163 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال سمعت
أبا معاذ يقول في قوله : "
وهم ينهون عنه " يقول : عن
محمد - صلى الله عليه وسلم - .
13164 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " جمعوا النهي والنأي . و " النأي " التباعد . وقال بعضهم : بل معناه : "
وهم ينهون عنه " عن القرآن ، أن يسمع له ويعمل بما فيه .
ذكر من قال ذلك :
13165 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
وهم ينهون عنه " قال : ينهون عن القرآن ، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - "
وينأون عنه " ويتباعدون عنه .
13166 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله : "
وهم ينهون عنه " قال :
قريش ، عن الذكر "
وينأون عنه " يقول : يتباعدون .
13167 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه "
قريش ، عن الذكر . " ينأون عنه " يتباعدون .
13168 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : ينهون عن القرآن ،
[ ص: 313 ] وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويتباعدون عنه .
13169 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد في قوله : "
ينأون عنه " قال : "
وينأون عنه " يباعدونه .
وقال آخرون : معنى ذلك : وهم ينهون عن أذى
محمد - صلى الله عليه وسلم - "
وينأون عنه " يتباعدون عن دينه واتباعه .
ذكر من قال ذلك :
13170 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وقبيصة وحدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن
سفيان ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عمن سمع
ابن عباس يقول : نزلت في
أبي طالب ، كان ينهى عن
محمد أن يؤذى ، وينأى عما جاء به أن يؤمن به .
13171 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
عبد الرحمن قال : حدثنا
سفيان ، عن
حبيب بن أبي ثابت قال حدثني من سمع
ابن عباس يقول : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : نزلت في
أبي طالب ، ينهى عنه أن يؤذى ، وينأى عما جاء به .
13172 - حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
الثوري ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عمن سمع
ابن عباس : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : نزلت في
أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا
محمدا ، وينأى عما جاء به .
13173 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
عبدة ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
القاسم بن مخيمرة قال : كان
أبو طالب ينهى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يصدقه .
[ ص: 314 ]
13174 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا أبي
nindex.php?page=showalam&ids=16925ومحمد بن بشر ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
القاسم بن مخيمرة في قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : نزلت في
أبي طالب ، قال
ابن وكيع ، قال ابن بشر : كان
أبو طالب ينهى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤذى ولا يصدق به .
13175 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
أبي محمد الأسدي ، عن
حبيب بن أبي ثابت قال حدثني من سمع
ابن عباس يقول في قول الله - تعالى ذكره - : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " نزلت في
أبي طالب ، كان ينهى عن أذى
محمد ، وينأى عما جاء به أن يتبعه .
13176 - حدثنا
هناد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
القاسم بن مخيمرة في قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال : نزلت في
أبي طالب .
13177 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
عبد العزيز بن سياه ، عن
حبيب قال : ذاك
أبو طالب ، في قوله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه " .
13178 - حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15986سعيد بن أبي أيوب قال قال
عطاء بن دينار في قول الله : "
وهم ينهون عنه وينأون عنه "
[ ص: 315 ] إنها نزلت في
أبي طالب ، أنه كان ينهى الناس عن إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وينأى عما جاء به من الهدى .
قال
أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ، قول من قال : تأويله : "
وهم ينهون عنه " عن اتباع
محمد - صلى الله عليه وسلم - من سواهم من الناس ، وينأون عن اتباعه .
وذلك أن الآيات قبلها جرت بذكر جماعة المشركين العادلين به ، والخبر عن تكذيبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والإعراض عما جاءهم به من تنزيل الله ووحيه ، فالواجب أن يكون قوله : "
وهم ينهون عنه " خبرا عنهم ، إذ لم يأتنا ما يدل على انصراف الخبر عنهم إلى غيرهم . بل ما قبل هذه الآية وما بعدها ، يدل على صحة ما قلنا ، من أن ذلك خبر عن جماعة مشركي قوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، دون أن يكون خبرا عن خاص منهم .
وإذ كان ذلك كذلك ، فتأويل الآية : وإن ير هؤلاء المشركون ، يا
محمد ، كل آية لا يؤمنوا بها ، حتى إذا جاءوك يجادلونك يقولون : " إن هذا الذي جئتنا به إلا أحاديث الأولين وأخبارهم " ! وهم ينهون عن استماع التنزيل ، وينأون عنك فيبعدون منك ومن اتباعك "
وإن يهلكون إلا أنفسهم " يقول : وما يهلكون بصدهم عن سبيل الله ، وإعراضهم عن تنزيله ، وكفرهم بربهم - إلا أنفسهم لا غيرها ، وذلك أنهم يكسبونها بفعلهم ذلك ، سخط الله وأليم عقابه ،
[ ص: 316 ] وما لا قبل لها به " وما يشعرون " يقول : وما يدرون ما هم مكسبوها من الهلاك والعطب بفعلهم .
والعرب تقول لكل من بعد عن شيء : " قد نأى عنه ، فهو ينأى نأيا " . ومسموع منهم : " نأيتك " بمعنى : " نأيت عنك " . وأما إذا أرادوا : أبعدتك عني ، قالوا : " أنأيتك " . ومن " نأيتك " بمعنى : نأيت عنك ، قول
الحطيئة :
نأتك أمامة إلا سؤالا وأبصرت منها بطيف خيالا