القول في تأويل قوله (
بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ( 28 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ما بهؤلاء العادلين بربهم ، الجاحدين نبوتك ، يا
محمد ، في قيلهم إذا وقفوا على النار : "
يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين " الأسى والندم على ترك الإيمان بالله والتصديق بك ، لكن بهم الإشفاق مما هو نازل بهم من عقاب الله وأليم عذابه ، على معاصيهم التي كانوا يخفونها عن أعين الناس ويسترونها منهم ، فأبداها الله منهم يوم القيامة وأظهرها على رءوس الأشهاد ، ففضحهم بها ، ثم جازاهم بها جزاءهم .
يقول : بل بدا لهم ما كانوا يخفون من أعمالهم السيئة التي كانوا يخفونها " من قبل ذلك في الدنيا ، فظهرت " ولو ردوا " يقول : ولو ردوا إلى الدنيا فأمهلوا
[ ص: 322 ] "
لعادوا لما نهوا عنه " يقول : لرجعوا إلى مثل العمل الذي كانوا يعملونه في الدنيا قبل ذلك ، من جحود آيات الله ، والكفر به ، والعمل بما يسخط عليهم ربهم " إنهم لكاذبون " في قيلهم : " لو رددنا لم نكذب بآيات ربنا وكنا من المؤمنين " لأنهم قالوه حين قالوه خشية العذاب ، لا إيمانا بالله .
وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13181 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل " يقول : بدت لهم أعمالهم في الآخرة ، التي أخفوها في الدنيا .
13182 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل " قال : من أعمالهم .
13183 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " يقول : ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم ، لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء .