[ ص: 343 ] القول في تأويل قوله (
وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 37 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وقال هؤلاء العادلون بربهم ، المعرضون عن آياته : "
لولا نزل عليه آيه من ربه " يقول : قالوا : هلا نزل على
محمد آية من ربه ؟ كما قال الشاعر :
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
بمعنى : هلا الكمي .
" والآية " العلامة .
وذلك أنهم قالوا :
ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها [ سورة الفرقان : 7 ، 8 ] . قال الله تعالى لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا
محمد لقائلي هذه المقالة لك : "
إن الله قادر على أن ينزل آية " يعني : حجة على ما يريدون ويسألون "
ولكن أكثرهم لا يعلمون " يقول : ولكن أكثر الذين يقولون ذلك فيسألونك آية لا يعلمون ما عليهم في الآية - إن نزلها - من البلاء ، ولا يدرون ما وجه ترك إنزال ذلك عليك ، ولو علموا السبب الذي من أجله لم أنزلها عليك لم يقولوا ذلك ، ولم يسألوكه ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك .