صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ( 47 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد ، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان ، المكذبين بأنك لي رسول إليهم : أخبروني " إن أتاكم عذاب الله " وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد ، وتكذيبكم إياي بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي " بغتة " يقول : فجأة على غرة لا تشعرون " أو جهرة " يقول : أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه " هل يهلك إلا القوم الظالمون " يقول : هل يهلك الله منا ومنكم إلا من كان يعبد غير من يستحق علينا العبادة ، ويترك عبادة من يستحق علينا العبادة ؟

وقد بينا معنى " الجهرة " في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته ، وأنها من " الإجهار " وهو إظهار الشيء للعين ، كما : -

13249 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " جهرة " قال : وهم ينظرون .

13250 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن [ ص: 369 ] ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة " فجأة آمنين " أو جهرة " وهم ينظرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية