القول في تأويل قوله (
أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ( 74 ) )
قال
أبو جعفر : وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن قيل
إبراهيم لأبيه
آزر أنه قال : "
أتتخذ أصناما آلهة " تعبدها وتتخذها ربا دون الله الذي خلقك فسواك ورزقك ؟
و " الأصنام " : جمع " صنم " و " الصنم " التمثال من حجر أو خشب أو من غير ذلك في صورة إنسان ، وهو " الوثن " . وقد يقال للصورة المصورة على صورة الإنسان في الحائط وغيره : " صنم " و " وثن " .
"
إني أراك وقومك في ضلال مبين " يقول : " إني أراك " يا
آزر ، " وقومك " الذين يعبدون معك الأصنام ويتخذونها آلهة " في ضلال " يقول : في زوال عن محجة الحق ، وعدول عن سبيل الصواب "
مبين " يقول : يتبين لمن أبصره أنه جور عن قصد السبيل ، وزوال عن محجة الطريق القويم . يعني بذلك أنه قد ضل هو وهم عن توحيد الله وعبادته ، الذي استوجب عليهم إخلاص العبادة له بآلائه عندهم ، دون غيره من الآلهة والأوثان .