القول في تأويل قوله (
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ( 88 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : "
ذلك هدى الله " هذا الهدى الذي هديت به من سميت من الأنبياء والرسل ، فوفقتهم به لإصابة الدين الحق الذي نالوا بإصابتهم إياه رضا ربهم ، وشرف الدنيا ، وكرامة الآخرة ، هو " هدى
[ ص: 514 ] الله " يقول : هو توفيق الله ولطفه ، الذي يوفق به من يشاء ، ويلطف به لمن أحب من خلقه ، حتى ينيب إلى طاعة الله ، وإخلاص العمل له ، وإقراره بالتوحيد ، ورفض الأوثان والأصنام " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " يقول : ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم ، بربهم - تعالى ذكره - ، فعبدوا معه غيره " لحبط عنهم " يقول : لبطل فذهب عنهم أجر أعمالهم التي كانوا يعملون ، لأن الله لا يقبل مع الشرك به عملا .