[ ص: 61 ] القول في تأويل قوله (
والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ( 114 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : إن أنكر هؤلاء العادلون بالله الأوثان من قومك توحيد الله ، وأشركوا معه الأنداد ، وجحدوا ما أنزلته إليك ، وأنكروا أن يكون حقا وكذبوا به فالذين آتيناهم الكتاب ، وهو التوراة والإنجيل ، من
بني إسرائيل (
يعلمون أنه منزل من ربك ) ، يعني القرآن وما فيه ( بالحق ) يقول : فصلا بين أهل الحق والباطل ، يدل على صدق الصادق في علم الله ، وكذب الكاذب المفتري عليه (
فلا تكونن من الممترين ) ، يقول : فلا تكونن ، يا
محمد ، من الشاكين في حقيقة الأنباء التي جاءتك من الله في هذا الكتاب ، وغير ذلك مما تضمنه ؛ لأن الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق .
وقد بينا فيما مضى ما وجه قوله : (
فلا تكونن من الممترين ) ، بما أغنى عن إعادته ، مع الرواية المروية فيه ، وقد :
13788 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع قوله : (
فلا تكونن من الممترين ) ، يقول : لا تكونن في شك مما قصصنا عليك .