القول في تأويل قوله (
وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وإذا جاءت هؤلاء المشركين الذين يجادلون المؤمنين بزخرف القول فيما حرم الله عليهم ، ليصدوا عن سبيل الله ( آية ) ، يعني : حجة من الله على صحة ما جاءهم به
محمد من عند الله وحقيقته قالوا لنبي الله وأصحابه : ( لن نؤمن ) ، يقول : يقولون : لن نصدق بما دعانا إليه
محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان به ، وبما جاء به من تحريم ما ذكر أن الله حرمه علينا ( حتى نؤتى ) ، يعنون : حتى يعطيهم الله من المعجزات مثل الذي أعطى
موسى من فلق البحر ،
وعيسى من إحياء الموتى ،
[ ص: 96 ] وإبراء الأكمه والأبرص . يقول تعالى ذكره : (
الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، يعني بذلك جل ثناؤه : أن
آيات الأنبياء والرسل لن يعطاها من البشر إلا رسول مرسل ، وليس العادلون بربهم الأوثان والأصنام منهم فيعطوها . يقول جل ثناؤه : فأنا أعلم بمواضع رسالاتي ، ومن هو لها أهل ، فليس لكم أيها المشركون أن تتخيروا ذلك علي أنتم ؛ لأن تخير الرسول إلى المرسل دون المرسل إليه ، والله أعلم إذا أرسل رسالة بموضع رسالاته .