القول في تأويل قوله (
من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ( 135 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : (
من تكون له عاقبة الدار ) ، فسوف تعلمون ، أيها الكفرة بالله ، عند معاينتكم العذاب ، من الذي تكون له عاقبة الدار منا ومنكم . يقول : من الذي تعقبه دنياه ما هو خير له منها أو شر
[ ص: 130 ] منها ، بما قدم فيها من صالح أعماله أو سيئها .
ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه فقال : (
إنه لا يفلح الظالمون ) ، يقول : إنه لا ينجح ولا يفوز بحاجته عند الله من عمل بخلاف ما أمره الله به من العمل في الدنيا وذلك معنى : " ظلم الظالم " ، في هذا الموضع .
وفي " من " التي في قوله : ( من تكون ) ، له وجهان من الإعراب :
الرفع على الابتداء .
والنصب بقوله : ( تعلمون ) ، ولإعمال " العلم " فيه .
والرفع فيه أجود ؛ لأن معناه : فسوف تعلمون أينا له عاقبة الدار ؟ فالابتداء في " من " ، أصح وأفصح من إعمال " العلم " فيه .