القول في تأويل قوله (
وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ( 138 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وحرم هؤلاء الجهلة من المشركين ظهور بعض أنعامهم ، فلا يركبون ظهورها ، وهم ينتفعون برسلها ونتاجها وسائر الأشياء منها غير ظهورها للركوب . وحرموا من أنعامهم أنعاما أخر ، فلا يحجون عليها ، ولا يذكرون اسم الله عليها إن ركبوها بحال ، ولا إن حلبوها ، ولا إن حملوا عليها .
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13926 - حدثنا
سفيان قال : حدثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم قال : قال لي
أبو وائل : أتدري ما "أنعام لا يذكرون اسم الله عليها " ؟ قال : قلت : لا! قال : أنعام لا يحجون عليها .
13927 - حدثنا
محمد بن عباد بن موسى قال : حدثنا
شاذان قال : حدثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم قال : قال لي
أبو وائل : أتدري ما قوله : ( حرمت
[ ص: 145 ] ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) ؟ قال : قلت : لا! قال : هي البحيرة ، كانوا لا يحجون عليها .
13928 - حدثنا
أحمد بن عمرو البصري قال : حدثنا
محمد بن سعيد الشهيد قال : حدثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم ، عن
أبي وائل : (
وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) ، قال : لا يحجون عليها .
13929 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أما : ( أنعام حرمت ظهورها ) ، فهي البحيرة والسائبة والحام وأما " الأنعام التي لا يذكرون اسم الله عليها " ، قال : إذا أولدوها ، ولا إن نحروها .
13930 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد قوله : (
وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) ، قال : كان من إبلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها ولا في شيء من شأنها ، لا إن ركبوها ، ولا إن حلبوا ، ولا إن حملوا ، ولا إن منحوا ، ولا إن عملوا شيئا .
13931 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
وأنعام حرمت ظهورها ) ، قال : لا يركبها أحد (
وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) .
[ ص: 146 ]
وأما قوله : ( افتراء على الله ) ، فإنه يقول : فعل هؤلاء المشركون ما فعلوا من تحريمهم ما حرموا ، وقالوا ما قالوا من ذلك ، كذبا على الله ، وتخرصا الباطل عليه; لأنهم أضافوا ما كانوا يحرمون من ذلك ، على ما وصفه عنهم جل ثناؤه في كتابه ، إلى أن الله هو الذي حرمه ، فنفى الله ذلك عن نفسه ، وأكذبهم ، وأخبر نبيه والمؤمنين أنهم كذبة فيما يدعون .
ثم قال عز ذكره : ( سيجزيهم ) ، يقول : سيثيبهم ربهم بما كانوا يفترون على الله الكذب ثوابهم ، ويجزيهم بذلك جزاءهم .